شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلم

          ░156▒ باب: يَسْتَقْبِلُ الإمَامُ النَّاسَ إِذَا سَلَّمَ.
          فيه: سَمُرَة بْن جُنْدَبٍ(1) قَالَ: (كَانَ النبي صلعم إِذَا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ). [خ¦845]
          وفيه: زَيْد بْن خَالِدٍ أَنَّهُ قَالَ(2): (صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلعم صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ على أثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ على النَّاسِ)، الحديثَ(3). [خ¦846]
          وفيه: أَنَس: (أَخَّرَ النبيُّ صلعم الصَّلاةَ إلى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ فصَلَّى، فأَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ)، الحديثَ. [خ¦847]
          قال المُهَلَّب: استقبال النبي صلعم الناسَ بوجهِه هو عوض من قيامِه من مصلَّاه لأن قيامَه إنما هو ليُعرِّف الناس بفراغ الصلاة، ولذلك يرجح مالك يرحمُه(4) الله فقال في إمام مسجد القبائل والجماعات: لا بدَّ(5) أن يقوم من موضعِه، ولا يقوم في دارِه وسفرِه إلا أن يشاء.
          وفي بقاء الإمام في موضعِه(6) تخليط على الداخلين، وأن موضع الإمام موضع خطة وولاية، فإذا قضى صلاتَه زال منه، وكان عليٌّ ☺ إذا صلى استقبل القوم بوجهِه، وكان إبراهيم النَّخَعِيُّ إذا سلم انحرف واستقبل القوم(7). /


[1] قوله: ((بن جندب)) ليس في (م) و(ق).
[2] قوله: ((أنه قال)) ليس في (م).
[3] قوله: ((الحديث)) ليس في (م).
[4] في (م): ((رحمه)).
[5] قوله: ((لا بد)) ليس في (م).
[6] في (م): ((موضع مصلاه)).
[7] زاد في (م) و(ق): ((بوجهه، وعن النجعي مثله)).