شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: إذا بكى الإمام في الصلاة

          ░70▒ باب: بُكَاءِ الإمَامِ فِي الصَّلاة. /
          وَقَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ شَدَّادٍ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ، وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ يَقْرَأُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إلى اللهِ}[يوسف:86].
          فيه: عَائِشَة في حديث مرض النبيِّ صلعم قَالَتْ(1): (إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ)، الحديثَ(2). [خ¦716]
          أجاز العلماء البكاء في الصَّلاة مِن خوف الله تعالى واحتجُّوا بحديث عائشة وبفعل عمرَ، وقال أشهب: قال مالكٌ: قرأ عُمَر بن عبد العزيز في الصَّلاة فلما بلغ(3): {فَأَنذَرْتُكُمْ(4) نَارًا تَلَظَّى}[الليل:14]، خنقتْه العبرة فسكتَ، ثمَّ قرأ فنابَه ذلك، ثمَّ قرأ فنابَه ذلك، وتركها وقرأ: {والسماء والطارق}، واختلفوا في الأنين والتأوُّه، فقال ابن المبارك: إذا(5) كان غالبًا فلا بأس به، وقال الشافعيُّ وأبو ثورٍ: لا بأس به إلَّا أن يكون كلامًا مفهومًا، وقالت طائفة: يعيد صلاتَه، هذا قول الشَّعبيِّ والنخعيِّ والكوفيين.


[1] زاد في(م) و(ق): ((له)).
[2] قوله: ((الحديث)) ليس في (م).
[3] قوله: ((بلغ)) ليس في (م).
[4] في (ز): ((أنذرتكم)).
[5] في(م): ((أن)).