شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج

          ░44▒ باب مَنْ(1) كَانَ فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَخَرَجَ.
          فيه: الأسْوَد قَالَ(2): (سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النبيُّ صلعم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟، قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ _يعني(3) خِدْمَة أَهْلِهِ_ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَيها). [خ¦676]
          لما لم يكن(4) يذكر في هذا الحديث أنَّه أزاح عن نفسِه هيئة مهنتِه، دلَّ أنَّ المرء له أن يُصلِّي مُشَمِّرًا، وكيف(5) كان من حالاتِه لأنَّه(6) إنَّما يُكره له التشمير وكفت(7) الشعر والثياب إذا كان يقصد بذلك(8) الصَّلاة، وكذلك قال مالك ☼: أنَّه لا بأس أن يقوم إلى الصلاة على هيئة جلوسِه وبذلتِه. وفيه: أنَّ الأئمَّة والعلماء يتولون(9) خدمة أمورهم بأنفسهم، وأنَّ ذلك من فعل الصالحين.


[1] في (ص): ((في من)).
[2] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[3] زاد في (ص): ((في)).
[4] قوله: ((يكن)) ليس في (م) و(ق).
[5] في (م): ((وكيفما)).
[6] في (م): ((وأنه)).
[7] في (ص): ((كف)).
[8] زاد في (م) و(ق): ((إلى)).
[9] في (م): ((يتناولون)).