شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء

          ░16▒ باب: مَنْ قَالَ ِليُؤَذِّنْ(1) فِي السَّفَرِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ.
          فيه: مَالِك بْن الْحُوَيْرِثِ قَالَ: (أَتَيْتُ النبي صلعم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا(2)، فَلَمَّا رَأى شَوْقَنَا إلى أَهلِينَا(3)، قَالَ: ارْجِعُوا، فَكُونُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ). [خ¦627]
          قال المؤلف: هكذا روى(4) الحديث وهيب، عن أيوب (وَصَلُّوا)، ورواه عبد الوهاب، عن أيوب في كتاب(5) خبر الواحد (وَصلُّوا كما رأيتمونيْ أُصلِّي)، وقصر وهيب في(6) هذه الزيادة، وبها(7) يتمُّ الحديث.
          والمؤذِّن الواحد يُجزئ في السفر والحضر، وقد اختلفت الآثار، كم كان يؤذِّن للنبيِّ صلعم؟.
          فروى عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنَّه كان لرسول الله صلعم مؤذِّنان: ابن أمِّ مكتوم، وبلال، وقال السائب ابن أخت نَمر: ما كان للنبيِّ صلعم، إلَّا مؤذِّن واحد يؤذِّن إذا قعد على المنبر ويُقيم إذا نزل، ثمَّ أبو بكر، ثمَّ عمر كذلك، حتَّى كان عثمان وفشا الناس وكثروا، زاد(8) النداء الثالث عند(9) الزوراء.
          قال المُهَلَّب: وإنَّما اشترط السنَّ في الإمامة / لعلمِه صلعم باستوائهم في القراءة والفقه، فطلب(10) الكمال في السنِّ(11) وسيأتي الكلام في هذا المعنى في بابه، إن شاء الله تعالى.


[1] في (م) و(ص): ((يؤذن)).
[2] في (ص): ((شفيقًا)).
[3] في (م): ((أهلينا)).
[4] زاد في (م) و(ق): ((هذا)).
[5] قوله: ((في كتاب)) ليس في (ق).
[6] في (م) و(ق): ((عن)).
[7] في (ق): ((فيها)).
[8] في (م): ((وزاد)).
[9] في (ق): ((على)).
[10] في (ق): ((وطلب)).
[11] في (ص): ((بالسن)).