شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف

          ░72▒ باب: الإِقْبَالِ(1) على النَّاسِ عِنْدَ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ.
          فيه: أَنَسُ قَالَ: (أُقِيمَتِ الصَّلاة، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلعم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي). [خ¦719]
          فيه: جواز الكلام بين الإقامة والإحرام، ولا بأس(2) عند فقهاء الحجاز، وهو ردٌّ على الكوفيين، وقد تقدَّم ذلك في باب الإمام تعرض له حاجة(3) بعد الإقامة في أبواب الأذان.
          وقوله: (تَرَاصُّوْا فِي الصَّلَاةِ)، أي: انضموا(4)، قال صاحب «العين»: رصصتُ البنيان رصًّا: ضممتُه، وتراصُّوا في الصفوف منه، وقد ذكر الله تعالى الذين يقاتلون في سبيلِه صفًا كأنَّهم بنيان مرصوص، ومدحهم بذلك، وقضى بالمحبة للمصطفين في طاعتِه، فدلَّ(5) أنَّ الصفَّ في الصَّلاة كالصفِّ في سبيل الله.
          وروى ابن أبي شيبة قال: حدَّثنا ابن فضيل عن الوليد بن جميع عمَّن حدَّثَه عن ابن عباس أنَّ النبي صلعم قال: ((راصُّوا صفوفكم، فإنَّ الشياطين تتخلَّلكم كأنَّها أولاد الحَذَف))، فذكر(6) هذا الحديث معنى أمرِه صلعم بالتراصِّ في الصَّلاة، وقال صاحب «العين»: الحذف: غنم سود صغار، ويُقال: هي(7) أولاد الغنم.


[1] في المطبوع: ((باب إقبال الإمام على))، وأشار إلى نسخة: ((باب الإقبال على)).
[2] زاد في (ق): ((به)).
[3] في(م): ((الحاجة)).
[4] قوله: ((أي انضموا)) ليس في (م).
[5] في (ق): ((يدل)).
[6] زاد في(م) و(ق): ((في)).
[7] في (م): ((هم)).