شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة

          ░143▒ باب: كَيْفَ يَعْتَمِدُ على الأرْضِ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَةِ؟.
          فيه: أَبو قِلابَةَ: (جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فَصَلَّى بِنَا، وَقَالَ: إِنِّي لأصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلاةَ، لَكِني أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ(1) رسولُ الله صلعم يُصَلِّي، قَالَ أَيُّوبُ: قُلْتُ لأبِي قِلابَةَ: كَيْفَ(2) كَانَتْ صَلاتُهُ؟ قَالَ: مِثْلَ صَلاةِ شَيْخِنَا هَذَا عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ، قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ ذَلِكَ(3) الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ في السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ، جَلَسَ وَاعْتَمَدَ على الأرْضِ، ثُمَّ قَامَ). [خ¦824]
          اختلف العلماء في اعتماد الرجل على يديه عند القيام، ورُوي(4) عن ابن(5) عمر أنَّه كان يعتمد على يديه إذا أراد القيام، ويروى(6) مثلُه عن مكحول وعطاء ومسروق والحسن، وهو قول الشافعيِّ وأحمد والحجَّة لهم هذا الحديث، وأجازَه مالك في «العتبية»، ثمَّ كرهَه.
          ورأت طائفة أن لا يعتمد على يديه إلا أن يكون شيخًا كبيرًا أو مريضًا، ورُوي(7) ذلك عن عليِّ بن أبي طالب، وبه قال النَّخَعِي، والثوري، وكرِه الاعتماد ابن سيرين، وقال الشافعيُّ(8): كان عمر، وعليٌّ وأصحاب رسول الله صلعم ينهضون في الصلاة على صدور أقدامهم، وعن ابن مسعود مثلُه.


[1] في (م): ((رأيت)).
[2] في (م) و(ق): ((وكيف)).
[3] قوله: ((ذلك)) ليس في (ص).
[4] في (ق) و(م) و(ص): ((فروي)).
[5] قوله: ((ابن)) ليس في (م).
[6] في (م): ((وروي)).
[7] في (م) و(ق): ((روى)).
[8] في (م) و(ق): ((الشعبي)).