شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها

          ░71▒ باب: تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ الإقَامَةِ وَبَعْدَهَا.
          فيه: النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ: (قَالَ النبيُّ صلعم: لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ). [خ¦717]
          فيه(1): أَنَسٌ قَالَ النبيُّ صلعم: (أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنِ وَرَاءِ ظَهْرِي). [خ¦718]
          تسوية الصفوف مِن سنَّة الصَّلاة عند(2) العلماء، وإنَّه ينبغي للإمام تعاهد ذلك مِن الناس، وينبغي للنَّاس تعاهد ذلك مِن أنفسهم، وقد كان لعمر وعثمان رجالٌ يوكلونهم(3) بتسوية الصفوف، فإذا استوتْ كبَّرا(4) إلَّا أنَّه إن لم يقيموا صفوفهم لم تبطل بذلك(5) صلاتهم. وفيه: الوعيد على ترك التسوية(6)، وقال المُهَلَّب: توعِّد من لم يقم(7) الصفوف بعذاب مِن نعت(8) الذنب وهو المخالفة بين وجوههم، لاختلافهم في مقامهم كما أنَّ من قتل نفسَه بحديدة عُذِّب بها، والمرأة التي قتلت الهرَّة جوعًا عُذِّبت بها.
          وقوله صلعم: (إنِّي لأَرَاكُمْ مِنِ وَرَاءِ ظَهْرِي)، خصوص(9) له(10) صلعم، أعطاه الله من القوة أن يرى من خلفِه كما يرى من أمامِه لا أنَّه يُخبَر عنهم بخبر، ولو كان مِن طريق الخبر لقال ◙: إنِّي لأعلم بحالكم من وراء ظهري، وقد تقدَّم هذا وزيادة فيه في باب: عظة الإمام(11) في إتمام الصَّلاة.


[1] في (ق) و(م): ((وفيه)).
[2] زاد في(م): ((جماعة)).
[3] في(م): ((يوكلونهما)).
[4] في(م): ((كبر)).
[5] قوله: ((بذلك)) ليس في (م).
[6] في(م): ((السنن)).
[7] في(م): ((يقيم)).
[8] في(م): ((من نعت)) وتحتمل: ((نفس))، و في حاشية (ز): ((والظاهر جنس او نعت فيه وصف)).
[9] في (ص): ((خصوصًا)).
[10] قوله: ((إنِّي لأراكم من وراء ظهري، خصوص له)) ليس في (ق).
[11] زاد في(م): ((للناس))، و زاد في (ق): ((الناس)).