شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف

          ░76▒ باب: إِلْزَاقِ الْمَنْكِبِ بِالْمَنْكِبِ، وَالْقَدَمِ بِالْقَدَمِ فِي الصَّفِّ.
          قَالَ(1) النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: ورَأَيْتُ(2) الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ.
          فيه: أَنَس: (قَال النَّبِيِّ صلعم: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي، وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ). [خ¦725]
          هذه الأحاديث تُفسِّر(3) قولَه صلعم: ((تراصُّوا في الصفِّ))، وهذه(4) هيئة التراصِّ، وفيه: أنَّ الكعب هو العظم الناتئ في أثر(5) الساق ومؤخَّر القدم، كما قال أهل المدينة، لأنَّه لو كان الكعب في مقدَّم القدم كما قال أهل الكوفة لما تمكَّن أن يلزق أحدهم(6) كعبَه بكعب صاحبِه، وهذا يدلُّ على(7) أنَّ الكعبين اللذَين جعلهما الله غاية في غسل القدمين هما المذكوران في حديث النعمان بن بشير، وقد تقدَّم هذا في كتاب الطهارة بزيادة(8).


[1] في(م): ((وقال)).
[2] في(م): ((رأيت)).
[3] في(م) و(ق): ((هذا الحديث يفسر)).
[4] في(م): ((هذه)).
[5] في(م): ((أصل)).
[6] في(م): ((تمكن أحدهم أن يلزق)).
[7] قوله: ((على)) ليس في (م).
[8] قوله: ((بزيادة)) ليس في (م) و(ق).