شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الخشوع في الصلاة

          ░88▒ باب: الْخُشُوعِ فِي الصَّلاة.
          فيه: أَبو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: (هَلْ(1) تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا؟ وَاللهِ مَا يَخْفى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ، وَلا خُشُوعُكُمْ، وَإِنِّي لأرَاكُمْ مِنْ وَرَاءَ ظَهْرِي). [خ¦741]
          وفيه: أَنَس، قَالَ النَّبِيِّ صلعم: (أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ إِنِّي لأرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي _وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ(2) بَعْدِ ظَهْرِي_ إِذَا رَكَعْتُمْ وَ(3) سَجَدْتُمْ). [خ¦742]
          قال المؤلف: مدح الله تعالى، مَن كان خاشعًا في صلاتِه مقبلًا عليها بقلبِه، قال(4) تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:1-2]، وقال عليُّ بن أبي طالب ☺: الخشوع في القلب وأنْ لا تلتفت في صلاتك، وقال ابن عباس: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} يعني: خائفين ساكنين.
          فإن قال قائل(5): الخشوع فرضٌ في الصَّلاة. قيل له: بحسب(6) الإنسان أن يُقبل على(7) صلاتِه بقلبِه ونيَّتِه ويريد بذلك وجه الله ╡، ولا طاقة له فيما اعترض مِن الخاطر(8)، وقد رُوي عن عُمَر بن الخطاب ☺أنَّه قال: إنِّي لأجهز جيشي(9) في الصَّلاة، رواه حفص بن غياث عن عاصم عن(10) أبي عثمان النَّهْدِي عن عمر. /
          وروى حفص عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عُمَر بن الخطاب(11)☺: إنِّي لأحسب جزية البحرين وأنا في صلاتي(12).
          قال(13) المُهَلَّب: وفي حديث هذا الباب النهي(14) عن نقصان الركوع والسُّجود لتوعُّد النبي صلعم لهم(15) على ذلك. وفيه: دليل أنَّ الطمأنينة والاعتدال(16) في الركوع والسجود مِن سنن الصَّلاة وليس مِن فروضها(17) لأنَّ النبي صلعم لم يأمر هؤلاء الذين قال لهم: (مَا يَخْفى عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلَا سُجُوْدُكُم(18))، بالإعادة، ولو كان مِن فروض الصَّلاة ما سكت(19) عن إعلامهم بذلك لأنَّ فرضًا(20) عليه البيانُ لأمَّتِه، وسأذكر اختلاف العلماء في ذلك في باب أمر النبيِّ صلعم الذي لا يتمُّ ركوعَه بالإعادة في أبواب الركوع بعد هذا(21)، إنْ شاء الله.


[1] في(م) و(ق): ((أبو هريرة، قال رسول الله صلعم: هل)).
[2] قوله: ((بَعْدِي وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ)) ليس في (م) و(ق).
[3] زاد في (ص): ((إذا)).
[4] في(م): ((فقال)).
[5] في(م) و(ق): ((فإن قيل فإنَّ)).
[6] في(ق): ((فحسب)).
[7] في(م): ((عن)).
[8] في(م): ((بما اعترضه من الخواطر)).
[9] زاد في(م) و(ق): ((وأنا)).
[10] زاد في(م): ((بن)).
[11] قوله: ((بن الخطاب)) ليس في (م).
[12] في(م) و(ق): ((في الصلاة)).
[13] زاد في (ز): ((ابن)).
[14] في(م) و(ق): ((وفي هذا الحديث النهي)).
[15] في(م) و(ق): ((لتوعُّده [في (ق): ((بتوعده)).] ◙ لهم)).
[16] قوله: ((والاعتدال)) ليس في (ق).
[17] في(م) و(ق): ((وليست من فروضه)).
[18] في(م) و(ق): ((عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم)).
[19] في(م) و(ق): ((ذلك فرضًا ما سكت)).
[20] قوله: ((فرضًا)) ليس في (م) و(ق).
[21] قوله: ((بعد هذا)) ليس في (م) و(ق).