شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب صلاة النساء خلف الرجال

          ░164▒ باب: صَلاةِ النِّسَاءِ خَلْفَ الرِّجَالِ.
          فيه أُمّ سَلَمَةَ قَالَتْ: (كَانَ النبيُّ صلعم إِذَا سَلَّمَ(1)، قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي(2) تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: ونَرَى(3) _والله أعلم_ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ ليَنْصَرِفَ(4) النِّسَاءُ، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ الرِّجَالِ). [خ¦870]
          فيه(5) أَنَس: (صَلَّى النبيُّ صلعم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا). [خ¦871]
          هكذا سنَّة صلاةِ النِّساء أن يقمنَ خلفَ الرجال، وذلكَ _والله أعلم_ خشية الفتنة بهنَّ، واشتغال النفوس بما جُبلت عليه من أمورهنَّ(6) عن الخشوع في الصلاة / والإقبال عليها وإخلاص الفكر فيها لله ╡؛ إذ(7) النساء مزينات في القلوب ومقدمات على جميع الشهوات، وهذا أصل في قطع الذرائع، وقد روي عن النبي صلعم أنه قال: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها))، رواه سفيان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، وروي أيضًا من حديث جابر، وروى ابن(8) عباس أنَّ امرأة جميلة دخلت المسجد فوقفت في الصف الأول من صفوف النساء(9)، فمن الناس من تقدم حتى لا يراها، ومنهم من تأخر فلاحظها(10)، فأنزل الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}[الحجر:24].


[1] قوله: ((إذا سلم)) ليس في (م).
[2] زاد في (م): ((من)).
[3] في (م) و(ق): ((نرى ذلك)).
[4] في (م): ((لكي ينصرف)).
[5] في (م) و(ق): ((وفيه)).
[6] في (م): ((حثهنَّ))، و في (ق): ((من حبهن)).
[7] في (م): ((إذا)).
[8] في (ق) و(م): ((وروي عن ابن)).
[9] قوله: ((من صفوف النساء)) ليس في (م).
[10] في (ق) و(م): ((ومن الناس من تأخر حتى يلاحظها)).