إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث عائشة: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية

          4504- وبه قال: (حَدَّثَنَا) وفي الفرع كأصله: ”حدَّثني“ بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) العنزيُّ الزَّمِنُ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ) هو(1) ابن عروة (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبِي) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ) تعالى (عَنْهَا) أنَّها (قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلعم يَصُومُهُ) زاد في «كتاب الصَّوم» في رواية أبوي ذرٍّ والوقت(2) وابن عساكر [خ¦2002]: ”في الجاهليَّة“ (فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ) على عادته (وَأَمَرَ) النَّاس (بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ؛ كَانَ رَمَضَانُ الفَرِيضَةَ، وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ) واستُدلَّ بهذا على أنَّ صيام عاشوراء كان فريضةً قبل نزول رمضان ثمَّ نُسِخ، لكنَّ في حديث معاوية السَّابق في «الصِّيام» [خ¦2003]: سمعت رسول الله صلعم يقول: «هذا يوم عاشوراء، ولم يُكتَب(3) عليكم صيامه»، وهو دليل مشهور، ومذهب(4) الشَّافعيَّة والحنابلة: أنَّه لم يكن فرضًا قطُّ، ولا نُسِخ برمضان، وبقيَّة مبحث ذلك سبق(5) في «الصَّوم» [خ¦2003].


[1] في (د): «عن» وليس بصحيحٍ.
[2] في غير (د): «الوقت وذرٍّ».
[3] زيد في (س) و(ص): اسم الجلالة، وليس بصحيحٍ.
[4] في (د): «مذهبنا».
[5] في (ب) و(س): «سبقت».