إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين}

          ░38▒ ({أَمْ حَسِبْتُمْ}) وفي نسخة: ”باب {أَمْ حَسِبْتُمْ}“ ({أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ}) قبل أن تُبتَلوا، قيل: {أَمْ}: هي المنقطعة، فتُقدَّر بـ «بل» والهمزة، قيل: لإضراب الانتقال(1) من إخبارٍ إلى إخبارٍ، والهمزة للتَّقرير، والتَّقدير: بل(2) أحسبتم، وقيل: لمجرد الإضراب من غير تقريرٍ(3)، والمعنى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنَّة قبل أن تُبتَلوا وتُختَبروا وتُمتَحنوا؛ كما فُعِل بالذين(4) من قبلكم من الأمم؛ ولذا قال: ({وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء}) وهي الأمراض والأسقام والآلام والمصائب والنَّوائب، وقال ابن عبَّاسٍ وابن مسعودٍ وغيرهما: {الْبَأْسَاء}: الفقر، وقال ابن عبَّاسٍ: {وَالضَّرَّاء}: السَّقَم، والواو في {وَلَمَّا} للحال، والجملة بعدها نصبٌ عليها، و«لمَّا»: حرف جزمٍ معناها النَّفي؛ كـ «لم»، وفيها توقُّعٌّ؛ ولذا جُعِل مقابل «قد» (إِلَى: {قَرِيبٌ}[البقرة:214]) وفي رواية أبي ذرٍّ بعد قوله: {مِن قَبْلِكُم}: ”الآية“ وحذف ما عدا ذلك، وعند ابن أبي حاتمٍ في «تفسيره»: أنَّها نزلت يوم الأحزاب حين أصاب النَّبيَّ صلعم بلاءٌ وحصرٌ، وقيل: في يوم أحدٍ، وقيل: نزلت تسليةً للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين.


[1] في غير (د): «انتقالٍ»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[2] «بل»: ليس في (ص).
[3] في غير (د): «تقدير»، وهو تحريفٌ.
[4] في (د): «الذين».