إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا}

          ░5▒ (بابٌ) بالتَّنوين ({وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ}) أي: بيت المقدس ({فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً})‼ نُصِب على المصدر أو الحال من الواو، أي: واسعًا ({وَادْخُلُواْ الْبَابَ}) أي: باب القرية ({سُجَّداً}) حالٌ من فاعل {ادْخُلُواْ} وهو جمع «ساجدٍ» أي: متطامِنين / مُخبِتين، أو ساجدين لله شكرًا على إخراجكم(1) من التِّيه ({وَقُولُواْ حِطَّةٌ}) بالرَّفع خبر مبتدأ محذوفٍ، أي: مسألتنا حطَّةٌ، قال الزَّمخشريُّ: والأصل النَّصب بمعنى: حُطَّ عنَّا ذنوبنا حِطَّةً، ورُفعَت لتعطي معنى الثَّبات، وتكون الجملة في محلِّ نصبٍ بالقول ({َّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}) مجزومٌ في جواب الأمر، أي: بسجودكم ودعائكم ({وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة:58]) ثوابًا، ولأبي ذرٍّ: ”{حَيْثُ شِئْتُمْ} الآية“ وسقط ما بعده(2). ({رَغَداً}) يريد قوله تعالى: {وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً}[البقرة:35] قال أبو عبيدة: (وَاسِعٌ كَثِيرٌ) وفي نسخةٍ: ”واسعًا كثيرًا“ بالنَّصب، وهذا ثابتٌ في رواية أبي ذرٍّ عن المُستملي والكُشْميهَنيِّ، ساقطٌ لغيرهما.


[1] في (د): «إخراجهم».
[2] في غير (د): «بعدُ».