إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{هل أتاك حديث الغاشية}

          ░░░88▒▒▒ ({هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}) مكِّيَّة، وآيُها ستٌّ(1) وعشرون، ولأبي ذرٍّ: ”سورة {هَلْ أَتَاكَ} ╖ “ وسقط له «{حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}» ولغيره البسملة.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ أبي حاتمٍ في قولهِ تعالى: ({عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ}[الغاشية:3] النَّصَارَى) وزاد ابنُ أبي حاتمٍ: واليهود. والثَّعلبي: والرُّهبان. يعني: أنَّهم عمِلوا ونصبوا في الدِّين على غيرِ دينِ الإسلامِ فلا يقبلُ منهم، وقيل: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ} في النَّار، كجرِّ السَّلاسل وخوضِها في النَّار خوضَ الإبلِ في الوحلِ، والصُّعود والهُبوط في تلالِها ووهادِهَا.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلَه الفِريابيُّ: ({عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية:5] بَلَغَ إِنَاهَا) بكسر الهمزة وبعد النون ألف غير مهموز، وقتها في الحرِّ، فلو وقعَتْ منها قطرةٌ على جبالِ الدُّنيا لذابَتْ، وقال أبو ذرٍّ: ”إناهَا حينها“. (وَحَانَ شُرْبُهَا {حَمِيمٍ آنٍ}[الرحمن:44] بَلَغَ إِنَاهُ) أي: حانَ ({لَّا تَسْمَعُ فِيهَا}) أي: الجنَّة(2) ({لَاغِيَةً}[الغاشية:11]) أي: (شَتْمًا) ولا غيره من الباطلِ.
          (الضَّرِيعُ) ولأبي ذرٍّ: ”ويقال: الضَّريع“ (نَبْتٌ) له شوكٌ (يُقَالَ لَهُ: الشِّبْرِقُ) بكسر المعجمة والراء بينهما موحدة ساكنة (تُسَمِّيهِ أَهْلُ الحِجَازِ: الضَّرِيعَ؛ إِذَا يَبِسَ، وَهْوَ سَمٌّ) لا تقربه دابَّةٌ لخبثِه.
          ({بِمُصَيْطِرٍ}[الغاشية:22]) أي: (بِمُسَلَّطٍ) فتقتلهم وتكرههم على الإيمانِ، وهذا منسوخٌ‼ بآيةِ القتالِ. (وَيُقْرَأُ) {بِمُصَيْطِرٍ} (بِالصَّادِ وَالسِّينِ) وهذه قراءةُ هشامٍ، وهي على الأصلِ.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ المنذِر في قولهِ: ({ إِيَابَهُمْ}[الغاشية:25] مَرْجِعَهُمْ) بعدَ الموتِ.


[1] في (ص) و(م): «تسع».
[2] في (م): «في الجنة».