إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة {تبت يدا أبي لهب وتب}

          ░░░111▒▒▒ (سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}) مكِّيَّة، وآيُها خمس، وسقط قوله: «{وَتَبَّ}» لأبي ذرٍّ، وثبتَ له: ”سورة“(1) وأسندَ الفعلَ لليدينِ(2) في قولهِ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}[المسد:1] مجازًا؛ لأنَّ أكثرَ الأفعالِ تزاول(3) بهما، وإن كان المرادُ جملة المدعوِّ عليه، وقوله: {تَبَّتْ} دعاءٌ {وَتَبَّ} إخبارٌ، أي: وقد وقعَ ما دُعي عليهِ(4) به(5)، أو كلاهما دعاء، ويكون في هذا شبهٌ من مجيءِ العامِّ بعد الخاصِّ؛ لأنَّ اليدين بعض، وإن كان حقيقة اليدينِ غير مرادة(6). قاله في «الدُّرِّ»، وقال الإمامُ: يجوز أن يرادَ بالأوَّل هلاك عملهِ، وبالثَّاني هلاك نفسهِ، ووجهه: أنَّ المرءَ إنَّما يسعى لمصلحةِ نفسهِ وعملهِ، فأخبرَ الله تعالى أنَّه محروم من الأمرينِ، ويوضِّحه أنَّ قوله: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}[المسد:2] إشارة إلى هلاكِ عملهِ، وقوله: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}[المسد:3] إشارة إلى هلاكِ نفسهِ.
          ( ╖ ) كذا لأبي ذرٍّ، وسقطت لغيره. (تَبَابٌ) في قولهِ ╡: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ (7) إِلَّا فِي تَبَابٍ}[غافر:37] (خُسْرَانٌ. تَتْبِيبٌ) في قولهِ تعالى: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}[هود:101] (تَدْمِيرٌ).


[1] قوله: «وثبت له سورة»: ليست في (د).
[2] قوله: «لليدين»: ليست في (ص) و(م).
[3] في (ص): «تزال».
[4] في (ص): «إليه».
[5] «به»: ليست في (د).
[6] في (د): «مراد».
[7] في (د): «الكافرين».