إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب كفارات الأيمان

          ░░84▒▒ ( ╖ باب كفَّارَاتِ الأَيْمَانِ) سقط لأبي ذرٍّ لفظ «باب» وثبتَ للكُشمِيهنيِّ والحَمُّويي: ”كتاب...“ إلى آخره، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”كتاب الكفَّارَات“ جمع: كفَّارة من الكَفْر، وهو السَّتر؛ لأنَّها تسترُ الذَّنب، ومنه الكافر؛ لأنَّه يستر الحقَّ، ويسمَّى اللَّيلُ كافرًا؛ لأنَّه يسترُ الأشياءَ عن العيون.
          (وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَكَفَّارَتُهُ}) أي: فكفَّارةُ معقودِ الأيمانِ ({إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ}[المائدة:89]) بإعطاءِ كلِّ مسكينٍ مدًّا من جنس الفطرةِ، أو مسمَّى كسوة ممَّا يعتادُ لبسهُ كمِقْنَعةٍ ومنديلٍ، أو إعتاقُ رقبةٍ مؤمنةٍ، فإن عجزَ عن كلٍّ من الثَّلاثة لزمه صومُ ثلاثة أيَّامٍ ولو مفرَّقة (وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلعم ) به كعبَ بن عُجْرة، كما في الحديثِ اللَّاحق [خ¦6708] (حِينَ نَزَلَتْ: {فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ}) أي: إذا حلقَ رأسهُ وهو مُحْرمٌ فعليه / صيام ثلاثة أيَّامٍ ({أَوْ صَدَقَةٍ}) على ستَّة مساكين، نصف صاعٍ من برٍّ ({أَوْ نُسُكٍ}[البقرة:196]) شاة، مصدرٌ أو جمع: نَسيكة.
          (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ☻ ، فيما وصلهُ سفيان الثَّوريُّ في «تفسيره» عن ليث بن أبي سُليم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاس (وَعَطَاءٍ) هو ابنُ أبي ربَاح، ممَّا وصله الطَّبريُّ أيضًا(1) من طريق ابنِ جُريج (وَعِكْرِمَةَ) مولى ابن عبَّاس، ممَّا وصله الطَّبريُّ أيضًا من طريق داودَ بن أبي هندٍ، عنه (مَا كَانَ فِي القُرْآنِ أَوْ أَوْ) بفتح الهمزة وسكون الواو فيهما، نحو قولهِ تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}[البقرة:196] (فَصَاحِبُهُ بِالخِيَارِ، وَقَدْ خَيَّرَ النَّبِيُّ صلعم كَعْبًا فِي الفِدْيَةِ) على ما يأتِي إن شاءَ الله تعالى الآن(2) [خ¦6708].


[1] «أيضًا»: ليست في (د).
[2] «الآن»: ليست في (ع) و(د)، ووقع في (ص): بعد لفظ «يأتي».