إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا لتكونوا شهداء على الناس}

          ░13▒ ({وَكَذَلِكَ}) ولأبي ذرٍّ: ”باب قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ}“ أي: وكما جعلناكم مهديِّين إلى الصِّراط المستقيم، وجعلنا(1) قبلتكم أفضل القِبَلِ ({جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}) أي: خيارًا أو عدولًا، و«جعل» بمعنى: صيَّر / ، فيتعدَّى لاثنين؛ فالضَّمير مفعولٌ أوَّل، و{أُمَّةً}: ثانٍ، و{وَسَطًا}: نعتٌ، وهو _بالتَّحريك_ اسمٌ لِمَا بين الطَّرفين، ويُطلق على خيار الشَّيء، وقيل: كلُّ ما صلح فيه لفظ «بين» يقال بالسُّكون، وإلا فبالتَّحريك؛ تقول: جلست وَسَط القوم؛ بالتَّحريك، وقيل: المفتوح في الأصل مصدرٌ، والسَّاكن ظرفٌ ({لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ}) يوم القيامة ({وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة:143]) علَّةٌ للجَعْل.


[1] في (د): «أو جعلنا».