إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}

          ░31▒ (بَابُ قَوْلِهِ) تعالى _وسقط ذلك لغير أبي ذرٍّ_: ({وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ}) في سائر وجوه القربات، وخاصَّةً الصَّرف في قتال الكفَّار، والبذل فيما يقوى به المسلمون على عدوِّهم ({وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}) بالكفِّ عن الغزو(1) والإنفاق فيه، فإنَّه يُقوِّي العدوَّ ويُسلِّطهم على إهلاككم، أو المراد: الإمساك وحبُّ المال؛ فإنَّه يؤدِّي إلى الهلاك المؤبَّد، والباء في {بِأَيْدِيكُمْ} زائدةٌ في المفعول به؛ لأنَّ «ألقى» يتعدَّى بنفسه، قال الله تعالى: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ} وقيل: متعلِّقةٌ بالفعل غير زائدةٍ، والمفعول محذوفٌ، أي: ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، يقال: أهلك فلانٌ نفسه بيده؛ إذا تسبَّب لهلاكها ({َأَحْسِنُوَاْ}) أعمالكم وأخلاقكم، أو تفضَّلوا على المحاويج ({إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة:195] التَّهْلُكَةُ وَالهَلَاكُ: وَاحِدٌ) مصدران.


[1] في غير (ب) و(س): «المعروف».