إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة النحل

           ( ╖ ) سقطت البسملة لغير أبي ذَرٍّ(1).
          ░░░16▒▒▒ (سورة النَّحْلِ) ولغير أبي ذَرٍّ: ”باب تفسير سورة النَّحل“(2) ({رُوحُ الْقُدُسِ}[النحل:102]) من ربِّك هو (جِبْرِيلُ) قاله ابن مسعودٍ فيما رواه ابن أبي حاتمٍ، وأُضيفَ جبريل إلى القدس؛ وهو الطُّهر، كما تقول(3): حاتمُ الجودِ، وزيدُ الخيرِ، والمراد: الرُّوح المقدَّس، قاله الزَّمخشريُّ، ثمَّ استشهد المؤلِّف لقوله: {رُوحُ الْقُدُسِ}: جبريل بقوله: ({نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}[الشعراء:193]) وهو يردُّ ما رواه الضَّحَّاك: أنَّ ابن عبَّاسٍ _فيما رواه ابن أبي حاتمٍ بإسنادٍ ضعيفٍ_ قال: روح القدس: الاسم الَّذي كان عيسى ╕ يُحيي به الموتى.
          وقوله: {وَلاَ تَكُ} ({فِي ضَيْقٍ}[النحل:127] يُقَالُ: أَمْرٌ ضَيْقٌ) بسكون التَّحتيَّة (وَضَيِّقٌ) بتشديدها (مِثْلُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ، وَلَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ) لغتان، وكَسَر الضَّادَ ابنُ كثيرٍ، وفَتَحها غيرُه، فقيل: هما بمعنى في هذا المصدر؛ كالقَول والقيل؛ وقيل: المفتوح مخفَّفٌ؛ مِن ضَيْق‼، كمَيْتٍ في ميِّتٍ، قال في «اللُّباب»: هذا من الكلام المقلوب؛ لأنَّ الضَّيق صفةٌ، والصِّفة تكون حاصلةً في الموصوف، ولا يكون الموصوف حاصلًا في الصِّفة، فكأنَّ المعنى: ولا يكن الضَّيق فيك، إلَّا أنَّ الفائدة في قوله: {وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ}[النحل:127] هو أنَّ الضَّيق إذا عَظُم وقوي(4) صار كالشَّيء المحيط بالإنسان من كلِّ الجوانب، وصار كالقميص المحيط به، فكانت الفائدة في ذكر هذا اللَّفظ هذا المعنى.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ╠ في قوله تعالى: ({يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ}[النحل:48]) أي: (تَتَهَيَّأْ) كذا نُقِل، والصَّواب: تتميَّل.
          وقوله تعالى: ({فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً}[النحل:69]) قال مجاهدٌ فيما رواه(5) الطَّبريُّ: (لا يَتَوعَّرُ) بالعين المهملة (عَلَيْهَا مَكَانٌ سَلَكَتْهُ) و {ذُلُلاً}: جمع ذَلول، ويجوز أن يكون حالًا من السُّبل، أي: ذلَّلها لها الله تعالى؛ كقوله(6): {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا}[الملك:15] وأن يكون حالًا من فاعل «اسلكي» أي: مطيعةٌ منقادةٌ؛ بمعنى / : أنَّ أهلها ينقلونها من مكانٍ إلى مكانٍ، ولها يعسوبٌ إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، وانتصاب {سُبُلَ} مفعولًا به، أي: اسلكي في طلب(7) تلك الثَّمرات سبل ربِّك؛ الطَّرق الَّتي أفهمك وعلَّمك في عمل العسل، أو على الظَّرفية، أي: فاسلكي ما أكلتِ في سبل ربِّك، أي: في مسالكه الَّتي يحيل فيها بقدرته النَّور ونحوه عسلًا.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصله الطَّبريُّ(8): ({فِي تَقَلُّبِهِمْ}[النحل:46]) أي: (اخْتِلَافِهِمْ) وقال غيره: في أسفارهم، وقال ابن جريج: في إقبالهم وإدبارهم.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصله الفريابيُّ: ({تَمِيدَ}) من قوله: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ (9)}[النحل:15] أي: (تَكَفَّأُ) _بتشديد الفاء_ وتتحرَّك وتميل بما عليها من الحيوان، فلا يهنأ لهم عيشٌ بسبب ذلك، قال الحسن _فيما رواه عبد الرَّزَّاق_: لمَّا خُلِقَت الأرض؛ كانت تميد، فقالوا: ما هذه بمقرَّةٍ على ظهرها أحدًا، فأصبحوا وقد خُلِقَت الجبال، فلم تدرِ الملائكة ممَّ خُلِقَت الجبال، وفي حديث أنسٍ مرفوعًا(10) عند التِّرمذي نحوُه.
          ({مُّفْرَطُونَ}[النحل:62]) قال مجاهدٌ فيما وصله(11) الطَّبريُّ: (مَنْسِيُّونَ) فيها.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) أي: غير مجاهدٍ في قوله تعالى: ({فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ}) زاد أبو ذَرٍّ ”{مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}“[النحل:98] (هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الاِسْتِعَاذَةَ قَبْلَ القِرَاءَةِ) وهذا قاله أبو عبيدة، وقال ابن عطيَّة: فإذا وصلت بين الكلامين، والعرب تستعملها في مثل هذا، وتقدير الآية: فإذا(12) أخذت في قراءة القرآن؛ فاستعذ، وقال في «الأنوار» _«كالكشَّاف»_ أي: فإذا أردت قراءة القرآن فأضمر الإرادة، قال الزَّمخشريُّ: لأنَّ الفعل يوجد عند القصد والإرادة من غير فاصلٍ وعلى حسبه، فكان منه بسببٍ قويٍّ وملابسةٍ ظاهرةٍ، وهذا مذهب الجمهور من القُرَّاء وغيرهم، قال الشَّيخ بهاء الدِّين السُّبكيُّ في «شرح التَّلخيص»: وعليه سؤالٌ؛ وهو أنَّ الإرادة إن أُخِذَت مطلقًا‼؛ لزم استحباب الاستعاذة بمجرَّد ذلك، وإن أُخِذَت الإرادة بشرطٍ اتِّصالها بالقراءة استحال تحقُّق العلم بوقوعها، ويمتنع حينئذٍ استحباب الاستعاذة قبل القراءة، قال في «المصابيح»: بقي عليه قسمٌ آخر باختياره يزول الإشكال؛ وذلك أنَّا لا نأخذ الإرادة مطلقًا، ولا نشترط اتِّصالها بالقراءة، وإنَّما نأخذها مقيَّدةً بألَّا يعِنَّ له(13) صارفٌ عن القراءة، فلا يلزم حينئذٍ استحباب الاستعاذة بعد طروء العزم على عدم القراءة، ولا يلزم أيضًا استحالة تحقُّق العلم بوقوعها، فزال الإشكال ولله الحمد.
          (وَمَعْنَاهَا) أي: الاستعاذةِ: (الاِعْتِصَامُ بِاللهِ) من وساوس الشَّيطان، والجمهور على أنَّ الأمر بها(14) للاستحباب، والخطاب للرَّسول، والمراد منه الكلُّ لأنَّ الرَّسول إذا كان محتاجًا للاستعاذة عند القراءة؛ فغيره أَولى.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصله الطَّبريُّ: ({تُسِيمُونَ}[النحل:10]) أي: (تَرْعَوْنَ) من سامَت الماشية أو أَسَامَها صاحبها.
          ({شَاكِلَتِهِ}) في سورة الإسراء →الآية:84← أي: على (نَاحِيَتِهِ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي: ”على(15) نيته“ بدل: «ناحيته»، أي: الَّتي تشاكل حاله في الهدى والضَّلال، وذكْر هذا هنا لعلَّه من ناسخٍ(16)، وقوله: {وَعَلَى اللّهِ} ({قَصْدُ السَّبِيلِ}[النحل:9]: البَيَانُ) للطَّريق الموصل إلى الحقِّ؛ رحمةً منه وفضلًا.
          (الدِّفْءُ) في قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ}[النحل:5]: (مَا اسْتَدْفَأْتَ) به ممَّا يقي البرد.
          ({تُرِيحُونَ}[النحل:6]) تردُّونها من(17) مراعيها أو من مراحها (بِالعَشِيِّ وَ{َسْرَحُونَ}) تخرجونها(18) (بِالغَدَاةِ) إلى المرعى.
          ({ بِشِقِّ}) {الأَنفُسِ}[النحل:7] (يَعْنِي: المَشَقَّةَ) والكلفة.
          ({عَلَى تَخَوُّفٍ}[النحل:47]) أي: (تَنَقُّصٍ) شيئًا بعد شيءٍ في أنفسهم وأموالهم حتَّى يهلكوا مِن: تخوَّفتُه إذا تنقَّصتَه(19).
          ورُوِيَ بإسنادٍ فيه مجهولٌ: عن عمر أنَّه قال على المنبر: «ما تقولون فيها؟ فسكتوا، فقام شيخٌ من هذيلٍ فقال: هذه لغتنا؛ التَّخوُّف: التَّنقُّص، فقال: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم، قال شاعرنا أبو كبيرٍ(20) يصف ناقته(21):
تَخوَّف الرَّحلُ منها تامكًا قَرِدًا(22)                     كما تَخوَّف عودَ النَّبعة(23) السَّفَنُ
فقال عمر: أيُّها النَّاس؛ عليكم بديوانكم لا يضلُّ(24)، قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهليَّة(25)؛ فإنَّ فيه تفسير كتابكم».
          وقوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي} ({الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً}[النحل:66] وَهْيَ) أي: الأنعام (تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ، وَكَذَلِكَ النَّعَمُ) / تُذكَّر وتُؤنَّث (الأَنْعَامُ): هي(26) (جَمَاعَةُ النَّعَمِ) ولغير أبي ذَرٍّ: ”وكذلك النَّعم للأنعام“ بحرف الجرِّ: ”جماعةُ النَّعم“ ومعنى {لَعِبْرَةً} أي: دلالةً يعبر بها من الجهل إلى العلم، وذكَّر الضَّمير ووحَّده هنا في قوله: {نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ}[النحل:66] للَّفظ، وأنَّثه في سورة المؤمنين للمعنى؛ فإنَّ الأنعام اسمُ جمعٍ؛ ولذلك عدَّه سيبويه في المفردات المبنيَّة على «أفعالٍ» كأخلاقٍ‼، ومَن قال: إنَّه جمع نَعَمٍ؛ جعل الضَّمير للبعض؛ فإنَّ اللَّبن لبعضها دون جميعها، أو لواحده، أو له(27) على المعنى، فإنَّ المراد به الجنس، قاله في «الأنوار».
          ({أَكْنَانًا}): يشير إلى قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}[النحل:81] (وَاحِدُهَا: كِنٌّ) بكسر الكاف (مِثْلِ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ) بكسر الحاء المهملة(28)، أي: جعل مواضع تسكنون بها من الكهوف والبيوت المنحوتة فيها(29)، وهذا ثابتٌ لأبي ذَرٍّ(30).
          ({سَرَابِيلَ}) هي(31) (قُمُصٌ) بضمِّ القاف والميم؛ جمع(32): قميص ({تَقِيكُمُ الْحَرَّ}) أي: والبرد، وخُصَّ الحرُّ بالذِّكر اكتفاءً بأحد(33) الضِّدين عن(34) الآخر، أو لأنَّ(35) وقاية الحرِّ كانت عندهم أهمَّ، ولأبي ذَرٍّ هنا: ”والقانت: المطيع“ قاله ابن مسعود فيما رواه ابن مردويه، وفي رواية أبي ذَرٍّ في نسخةٍ آخرة(36) بعد قوله: «وقال ابن مسعودٍ: الأمة: معلِّم الخير»، وهي الأَولى (وَأَمَّا {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} فَإِنَّهَا الدُّرُوعُ[النحل:81]) والسِّربال: يعمُّ كلَّ ما لُبِسَ من قميصٍ أو درعٍ أو جوشنٍ أو غيره.
          ({دَخَلاً بَيْنَكُمْ}[النحل:92]) قال أبو عبيدة: (كُلُّ شَيْءٍ لَمْ يَصِحَّ فَهْوَ دَخَلٌ) بفتح الخاء، وقيل: الدَّخل والدَّغل: الغشُّ والخيانة، وقيل: الدَّخل: ما أُدخِل في الشَّيء على فسادٍ، وقيل: أن يُظهر الوفاء ويُبطن الغدر والنقض.
          (قَالَ) ولأبي ذَرٍّ: ”وقال“ (ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصله الطَّبريُّ بإسنادٍ صحيحٍ في قوله تعالى: ({وَحَفَدَةً}[النحل:72]: مَنْ وَلَدَ الرَّجُلُ) أي: وَلَد وَلَده أو بناتِه، فإنَّ الحافد هو المسرع في الخدمة، والبنات يخدمن في البيوت أتمَّ خدمةٍ، أو هم البنون أنفسهم، والعطف لتغاير الوصفين، أي: جعل لكم بنين خدمًا، وقيل: الحفدة: الأصهار، قال:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طاوعَتْني لأَصْبَحتْ                     لها حَفَدٌ مما يُعَدُّ(37) كثيرُ
ولكنَّها نفسٌ عَلَيَّ أبيَّةٌ                     عَيوفٌ لأصهارِ اللِّئامِ قَذورُ
(السَّكَرُ) في قوله تعالى: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا}[النحل:67]: (مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا) أي: من(38) ثمرات النَّخيل والأعناب، أي: من عصيرهما، و«السَّكر» مصدرٌ سُمِّي به الخمر؛ يقال: سَكَر يَسْكُر سَكْرًا وسَكَرًا(39) نحو: رشَد يَرشُد رَشْدًا ورشَدًا، قال:
وجَاؤُونَا لَهُمْ سَكَرٌ عَلَيْنا                     فأجلى اليومَ والسَّكرانُ صَاحي
(وَالرِّزْقُ الحَسَنُ) في قوله تعالى: {وَرِزْقًا حَسَنًا}[النحل:67]: (مَا أَحَلَّ اللهُ) ولأبي ذَرٍّ: ”ما أُحِلَّ“ بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول، وحذف الفاعل للعلم به؛ وهو كالتَّمر والزَّبيب والدِّبس والخلِّ، والآية إن كانت سابقة على تحريم الخمر فدالَّةٌ على كراهتها، وإلَّا فجامعةٌ بين العتاب والمنَّة.
          (وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيان ممَّا وصله ابن أبي حاتمٍ: (عَنْ صَدَقَةَ) أبي الهذيل _لا صدقةَ ابن الفضل_ المروزيِّ، أي: عن السُّدِّيِّ؛ كما عند ابن أبي حاتمٍ في قوله تعالى: ({أَنكَاثًا}[النحل:92]) قال: (هِيَ) امرأةٌ تُسمَّى(40) (خَرْقَاءُ) كانت بمكَّة (كَانَتْ إِذَا أَبْرَمَتْ غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ) وفي «تفسير مقاتل»: أنَّ اسمها رَيْطَة بنت عمرِو بن كعب بن سعد بن زيد(41) مناة بن تميمٍ، وعند البلاذُريِّ: أنَّها والدة أسد بن عبد العُزَّى بن قصيٍّ، وأنَّها بنت سعد بن تميم بن مرَّة‼، وعند غيره: وكان بها وسوسةٌ، وأنَّها اتَّخذت مغزلًا بقدر ذراعٍ، وصنارةً مثل الأصبع، وفلكةً عظيمة على قدرهما(42)، وفي «غرر التِّبيان»: أنَّها كانت تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النَّهار، ثم تأمرهنَّ بنقض ذلك كلِّه، فهذا كان دأبها، والمعنى: أنَّها لم تكفَّ عن العمل، ولا حين عملت كفَّت عن النَّقض، فكذلك أنتم إذا نقضتم العهد، لا كففتم(43) عن العهد، ولا حين عهدتم وفَّيتم به(44) وَ{أَنكَاثًا} نصبٌ على الحال من غزلها، أو مفعولٌ ثانٍ لـ {نَقَضَتْ} فإنَّه بمعنى: صيَّرت.
          (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ) فيما وصله الحاكم والفريابيُّ: (الأُمَّةُ) من قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل:120] هو (مُعَلِّمُ الخَيْرِ) وفي «الكشَّاف» وغيره: أنَّه بمعنى / : مأموم، أي: يؤمُّه النَّاس ليأخذوا منه الخير، أو بمعنى: مؤتمٌّ به: قال في «الأنوار»: فإنَّ النَّاس كانوا يؤمُّونه للاستفادة(45) ويقتدون بسيرته لقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[البقرة:124] فهو رئيس الموحِّدين وقدوة المحقِّقين صلعم (وَالقَانِتُ) هو (المُطِيعُ) كما فسَّره به(46) ابن مسعودٍ، أو هو القائم بأمر الله. وسبق ذكر هذا(47) قريبًا، وهذا ثابتٌ لأبي ذَرٍّ(48).


[1] قوله: «سقطت البسملة لغير أبي ذرٍّ»: سقط من (د) و(م).
[2] قوله: «ولغير أبي ذَرٍّ: باب تفسير سورة النَّحل» سقط من (د).
[3] في (م): «يقال».
[4] «وقويَ»: ليس في (م).
[5] في (د) و(م): «وصله».
[6] في (د): «ذلَّلها الله تعالى لقوله».
[7] «طلب»: ليس في (د).
[8] في (د): «الطَّبراني» وهو تحريفٌ.
[9] في (ج) و(ل): «بهم».
[10] في (د) و(م): «موقوفًا»، والمثبت هو الصَّواب.
[11] في (ص): «رواه».
[12] في (م): «فإن».
[13] في (د): «بألَّا يعتريها».
[14] في غير (ب) و(س): «به».
[15] «على»: ليس في (ب) و(س).
[16] أي لأنه ليس من صورة النحل التي يفسرها.
[17] «مِن»: ليس في (د)، وكذا في الموضع اللاحق.
[18] في (د): «تخرجون منها».
[19] في (د): «انتقصته».
[20] في غير (ب) و(س): «كثير» وهو تصحيفٌ.
[21] في (ب): «ناقةً».
[22] في (د): «فرجًا» وليس بصحيحٍ.
[23] في (د): «التبغة» وهو تصحيفٌ.
[24] في (ب) و(س): «تضلُّوا».
[25] «شعر الجاهليَّة»: ليس في (د)، في (ل): «وما ديواننا على شعر الجاهليَّة».
[26] «هي»: ليس في (د).
[27] «أو له»: سقط من (د).
[28] «المهملة»: ليس في (د)، وزيد في (ص) و(م): «فيهما».
[29] في (ج): فيهما، وبهامشها: كذا بخطِّه، وفيه نظر.
[30] «وهذا ثابتٌ لأبي ذرٍّ»: سقط من (د).
[31] في (د): «أي».
[32] في (ب): «جميع»، ولا يصحُّ.
[33] في (ج) و(ص) و(م): «بأحسن».
[34] في (ص): «على».
[35] في (د) و(م): «ولأنَّ».
[36] في (د): «أُخرى».
[37] في (د): «يصدُّ».
[38] «مِن»: ليس في (ص).
[39] «وسكرًا»: ليس في (د).
[40] في (ب) و(س): «اسمها».
[41] زيد في (د): «بن» وليس بصحيحٍ.
[42] في (د): «قدرها».
[43] في (ص) و(م): «كفَّيتم».
[44] «به»: ليس في (د) و(م).
[45] في (د): «للاستشارة».
[46] «به»: ليس في (د).
[47] في (د): «وسيذكر هذا».
[48] قوله: «وهذا ثابتٌ لأبي ذرٍّ»: سقط من (د).