إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة {إنا أرسلنا}

          ░░░71▒▒▒ (سورة { إِنَّا أَرْسَلْنَا}(1)) مكِّيَّة، وآيُها تسع أو ثمان وعشرون، ولأبي ذرٍّ: ”سورة نوحٍ“.
          ({أَطْوَارًا}[نوح:14]) أي: (طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا) وقالَ قتَادة _فيما رواهُ عبدُ الرَّزَّاق_: {أَطْوَارًا} نطفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مضغَة، ثمَّ خلقًا، والنَّصب على الحال، أي: منتقلينَ من حالٍ إلى حالٍ، أو مختلفينَ من بينِ مسيءٍ ومحسنٍ وصالحٍ وطالحٍ (يُقَالُ: عَدَا طَوْرَهُ؛ أَيْ: قَدْرَهُ) أي: تجاوَزه.
          (وَالكُبَّارُ) بتشديد الموحدة‼ (أَشَدُّ) أي: أبلغُ في المعنَى (مِنَ الكُبَارِ) بتخفيفها (وَكَذَلِكَ جُمَّالٌ) بضم الجيم وتشديد الميم (وَجَمِيلٌ) المخفَّف (لَأنَّهَا) يعني: المشدَّدة (أَشَدُّ مُبَالَغَةً) من المخفَّفة (وَ{كُبَّارًا}[نوح:22]) ولأبي ذرٍّ: ”وكذلك كُبَّارٌ“ (الكَبِيرُ، وَكُبَارًا أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ) فيهما، وسقط «وكبَّار أيضًا» لأبي ذرٍّ(2) (وَالعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ حُسَّانٌ وَجُمَّالٌ) بضم أولهما وتشديد ثانيهما (وَحُسَانٌ مُخَفَّفٌ، وَجُمَالٌ مُخَفَّفٌ(3)) قالَه أبو عُبيدة.
          ({دَيَّارًا}[نوح:26]) مشتقٌّ (مِنْ دَوْرٍ) بفتح الدال وسكون الواو (وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ) بفتح الفاء وسكون التحتية (مِنَ الدَّوَرَانِ) لأنَّ أصلَه: ديْوَار، فأبدلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، ولو كان فعَّالًا بتشديد العين لكان دوَّارًا (كَمَا قَرَأَ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب: (▬الحَيُّ القَيَّامُ↨، وَهْيَ مِنْ قُمْتُ) لأنَّ أصله: قيوام، فلا يقال: وزنُه فَعَّال بل فَيْعَال، كما في الدَّيَّار (وَقَالَ غَيْرُهُ) لم يتقدَّم ذكرُ أحدٍ فيعطف عليه، ولعلَّه سقطَ من ناسخٍ: ({دَيَّارًا}[نوح:26] أَحَدًا) قالَه أبو عُبيدة.
          ({تَبَارًا}[نوح:28] هَلَاكًا) قالَه أبو عُبيدة أيضًا.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ أبي حاتمٍ: ({مِّدْرَارًا}[نوح:11] يَتْبَعُ بَعْضُهَا) ولأبي ذرٍّ: ”بعضه“ (بَعْضًا).
          ({وَقَارًا}[نوح:13]) أي:(4) (عَظَمَةً(5)) قالَه ابنُ عبَّاس أيضًا فيمَا وصلَه سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ أبي حاتمٍ. /


[1] في (م) و(د) زيادة: «نوحًا».
[2] قوله: «وسقط وكبار أيضًا لأبي ذر»: ليست في (د).
[3] في (م): «يخفف».
[4] «أي»: ليست في (م) و(ب) و(د).
[5] في (م): «عظيمة».