إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

كتاب الصلاة

          ولمَّا فرغ المؤلِّف من ذكر أحكام الطَّهارة التي هي من(1) شروط الصَّلاة(2) شَرَعَ في بيان الصَّلاة التي هي المشروطة فقال:
           ░░8▒▒ ( ╖ ) وهي ساقطةٌ عند ابن عساكر. هذا (كِتَابُ الصَّلَاةِ)(3) أو: خذ كتاب الصَّلاة، واشتقاقها من الصَّلي، وهو عرض خشبةٍ معوجَّةٍ على نارٍ لتقويمها(4)، وبالطَّبع عوجٌ فالمصلِّي من وهج السَّطوة يتقوَّم اعوجاجه‼ ثمَّ يتحقَّق معراجه، ومن اصطلى بنار الصَّلاة وزال عوجه لا يدخل النَّار، وهي صلةٌ بين العبد وربِّه تعالى، وجامعةٌ لأنواع العبادات النَّفسانيَّة والبدنيَّة، من الطَّهارة، وستر العورة، وصرف المال فيهما، والتَّوجُّه إلى الكعبة، والعكوف على العبادة، وإظهار الخشوع بالجوارح، وإخلاص النيَّة بالقلب، ومجاهدة الشَّيطان، ومناجاة الحقِّ، وقراءة القرآن، والنُّطق بالشَّهادتين، وكفِّ النَّفس عن الأطيبين، وشرع المناجاة فيها سرًّا وجهرًا ليُجمَع للعبد فيها ذكر السِّرِّ وذكر العلانية، فالمصلِّي في صلاته يذكر الله في ملأ الملائكة ومَن حضر من الموجودين السَّامعين، وهو ما يجهر به من القراءة فيها، قال الله في الحديث الثَّابت عنه: ”إن / ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منه“ وقد يريد بذلك الملأ(5): الملائكة المقرَّبين، والكَروبيِّين(6) خاصَّةً الَّذين اختصَّهم لحضرته(7)، فلهذا الفضل(8) شرع لهم في الصَّلاة(9) الجهر بالقراءة والسِّرَّ، وهي لغةً: الدُّعاء بخيرٍ(10)، قال الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ }[التوبة:103] أي: ادعُ لهم، وشرعًا: أقوالٌ وأفعالٌ مُفتَتحةٌ بالتَّكبير، مُختَتمةٌ بالتَّسليم.


[1] «من»: سقط من (د) و(س) و(ص) و(م).
[2] في (ص) و(م): «للصلاة».
[3] زيد في (ص) و(م): «أي هذا»، ثمَّ زيد في (ص): «كتاب الصَّلاة».
[4] في (د): «لتقوُّمها».
[5] «الملأ»: مثبتٌ من (د).
[6] في (س): «أو الكروبيِّين».
[7] في (د): «بحضرته».
[8] «الفضل»: ليست في (م).
[9] في (م): «الصلوات».
[10] «بخير»: ليست في (ص).