إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة الأنفال

          ░░░8▒▒▒ (سُورَةُ الأَنْفَالِ) مدنيَّةٌ، وآيُها ستٌّ وسبعون، وثبت لفظ «سورة» لأبي ذرٍّ.
          ( ╖ ) سقط لفظ البسملة(1) لغير أبي ذرٍّ.
          (قَوْلُهُ) تعالى: ({يَسْأَلُونَكَ}) من حضر بدرًا(2) ({عَنِ الأَنفَالِ}) أي: عن حكمها؛ لاختلافٍ وقع بينهم فيها، يأتي ذكرُه إن شاء الله تعالى ({قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ}) يقسمها صلعم على ما يأمره الله تعالى به(3) ({فَاتَّقُواْ اللّهَ}) في الاختلاف ({وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}[الأنفال:1]) أي: الحال التي بينكم إصلاحًا يحصل به الألفة والاتِّفاق، وذلك بالمواساة(4) والمساعدة في الغنائم، وسقط قوله: «{يَسْأَلُونَكَ}...» إلى آخره لأبي ذرٍّ.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ فيما وصله من طريق عليِّ(5) بن أبي طلحة عنه: (الأَنْفَالُ): هي (المَغَانِمُ)(6) كانت لرسول الله صلعم خالصةً، ليس لأحدٍ فيها شيءٌ، وقيل: سُمِّيت الغنائم أنفالًا؛ لأنَّ المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأُمم الذين لم تحلَّ لهم، وسُمِّي التطوُّع نافلةً؛ لزيادته على الفرض، و«يعقوب» لكونه زيادةً على ما سأل، وفي الاصطلاح: ما شرطه الإمام لمن يباشر خطر التقدُّم طليعةً، وكشرط السَّلَب للقاتل.
          (قَالَ قَتَادَةُ) فيما رواه عبد الرَّزَّاق في قوله تعالى: {وَتَذْهَبَ} ({رِيحُكُمْ}[الأنفال:46]) أي: (الحَرْبُ) وقيل: المراد الحقيقة، فإنَّ النصر لا يكون إلا بريحٍ يبعثها الله تعالى، وفي الحديث: «نُصِرت بالصَّبا» [خ¦1035] [خ¦3205] [خ¦3343] [خ¦4105] (يُقَالُ: نَافِلَةٌ) أي: (عَطِيَّةٌ).


[1] في (د): «سقطت البسملة».
[2] «من حضر بدرًا»: سقط من (ص).
[3] «به»: مثبتٌ من (د) و(م).
[4] في (ص): «بالمساواة».
[5] «عليِّ»: سقط من (د).
[6] في (د): «الغنائم».