إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة {والطور}

          ░░░52▒▒▒ (سورة {وَالطُّورِ}) مكِّيَّة، وآيُها ثمان أو تسع وأربعون.
          ( ╖ )‼ سقطَ لغير أبي ذرٍّ لفظ «سورة» والبسملة. (وَقَالَ قَتَادَةُ) فيما وصلهُ البخاريُّ في «خلق أفعال العباد»: ({مَّسْطُورٍ}[الطور:2]) أي: (مَكْتُوبٍ) والمراد القرآنُ، أو ما كتبهُ اللهُ في اللَّوحِ المحفوظِ، أو في قلوبِ أوليائهِ من المعارفِ والحكمِ، وسقطَ قول قتادة هذا لأبي ذرٍّ.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ: ({الطُّورِ}: الجَبَلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ) وهو طورُ سينين، جبلٌ بمديَن سمعَ فيه(1) موسى كلامَ الله ╡.
          ({رَقٍّ مَّنشُورٍ}[الطور:3]) أي: (صَحِيفَةٍ) وتنكيرُهما للتَّعظيمِ، والإشعار بأنَّهما ليسَا من المتعارفِ فيما بين النَّاس ({وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}[الطور:5]) هو (سَمَاءٌ) وسقطَ هذا لأبي ذرٍّ.
          (و{ الْمَسْجُورِ}[الطور:6]) هو(2) (المُوقَدِ) بالجرِّ فيهما لغير أبي ذرٍّ، وإسقاط «واو» و{الْمَسْجُورِ} أي: المحميُّ بمنزلةِ التَّنُّورِ المسجور، وقيل: المملوء. واختاره ابن جرير، ووجهه بأنَّه ليس موقد اليومِ فهو مملوءٌ، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”الموقَر“ «بالراء» بدل: «الدال»، والأول هو الصَّواب، وبرفعه كسابقهِ.
          (وَقَالَ الحَسَنُ) البصريُّ _فيما وصلهُ الطَّبريُّ_: (تُسْجَرُ) البحار (حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى فِيهَا قَطْرَةٌ) وهذا يكون يوم القيامةِ.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) ممَّا سبق في «الحجراتِ» [خ¦65-7112]: ({أَلَتْنَاهُم} نَقَصْنَا(3)) وسقطَ هذا لأبي ذرٍّ.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) غير مجاهدٍ: ({تَمُورُ}[الطور:9]) أي: (تَدُورُ) وقال أبو عُبيدة: تكفأُ، وأنشد الأعشى:
كَأَنَّ مِشْيَتَها مِن بَيْتِ جَارَتِها                     مَوْرُ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ
({أَحْلَامُهُم}[الطور:32]) هي (العُقُولُ) فالعقلُ يضبطُ المرء فيصيرُ كالبعيرِ المعقولِ، وبالاحتلامِ الَّذي هو البلوغُ يصيرُ الإنسانُ مكلَّفًا، وبه يكملُ العقل.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلهُ الطَّبريُّ: ({الْبَرُّ}) أي: (اللَّطِيفُ) قال في «الفتح»: هذا ساقط لأبي ذرٍّ، والَّذي في «اليونينية» وفرعها علامة أبي ذرٍّ مع كتابةِ «إلى» على قوله: {الْبَرُّ} وعلى قوله: اللَّطيفُ: «لا»(4).
          ({كِسْفًا}[الطور:44]) بسكون السين، أي: (قِطْعًا) بكسر القاف وسكون الطاء. وقال البرماويُّ وغيره: هذا على قراءةِ فتحِ السِّين؛ كقِرْبة وقِرَب، ومن قرأهُ بالسُّكون على التَّوحيد؛ فجمعهُ أَكْسَاف وكُسُوف. انتهى. وقيل: إنَّ الفتحَ قراءةٌ شاذَّةٌ، وأنكرها بعضُهم وأثبتها أبو البَقاءِ، وقد قال أبو عُبيدة: الكِسْفُ: جمع كِسْفَةٍ؛ مثل: السِّدْر جمع: سِدْرةٍ.
          ({ الْمَنُونِ}[الطور:30]) هو (المَوْتُ) فعول من منَّه؛ إذا قطعهُ.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) غير ابن عبَّاسٍ: ({يَتَنَازَعُونَ}[الطور:23]) أي: (يَتَعَاطَوْنَ) هم وجُلساؤهُم بتجاذُبٍ، وتجاذُبهم تجاذُب ملاعبةٍ لا تجاذب منازعةٍ، وفيه نوعُ لذَّةٍ.


[1] في (ج): «فيها».
[2] قوله: «هو»: ليس في (ب).
[3] في (م): «نقصناهم».
[4] قوله: «لا»: ليس في (ص). وقوله: «والذي في اليونينية... اللطيف لا»: ليس في (د).