إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة القارعة

          ░░░101▒▒▒ (سورة القَارِعَةِ) مكِّيَّة، وآيُها عشر(1)، وسقطت لأبي ذرٍّ.
          ({كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}) أي: (كَغَوْغَاءِ الجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ) يومَ القيامةِ (يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ) وإنَّما شبَّه النَّاس بذلك عند البعثِ؛ لأنَّ الفراشَ إذا ثارَ لم يتَّجه لجهةٍ واحدةٍ، بل كلُّ واحدةٍ تذهبُ إلى غير جهةِ الأخرى، فدلَّ بهذا التَّشبيه على أنَّ النَّاس في البعثِ يفزعونَ، فيذهبُ كلُّ واحدٍ إلى غيرِ جهةِ الآخر. وقال في «الدُّرِّ»: وفي تشبيهِ / النَّاس بالفراشِ مبالغات شتَّى؛ منها: الطَّيش الَّذي يلحقهُم، وانتشارُهم في الأرضِ، وركوب بعضهم بعضًا، والكثرةُ، والضَّعفُ، والذِّلة، والمجيءُ من غيرِ ذهابٍ، والقصدُ إلى الدَّاعي من كلِّ جهةٍ، والتَّطايرُ إلى النَّار.
          ({كَالْعِهْنِ}[القارعة:5]) أي: (كَأَلْوَانِ العِهْنِ) أي: المختلفة. قاله الفرَّاء.
          (وَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ) بنُ مسعودٍ ☺ : (▬كَالصُّوفِ↨) يعني: أنَّ(2) الجبالَ تتفرَّق أجزاؤهَا في ذلك اليوم حتَّى تصيرَ كالصُّوف المتطايرِ عند النَّدف، وإذا كان هذا تأثيرُ القارعة في الجبالِ العظيمةِ الصَّلدةِ، فكيف حال الإنسان الضَّعيفِ عند سماعِ صوتِ القارعة؟ وسقط لأبي ذرٍّ «{كَالْعِهْنِ}...» إلى آخره(3).


[1] في (د): «عشرة».
[2] قوله: «أن»: ليست في (ص) و(م).
[3] قوله: «وسقط لأبي ذر: {كَالْعِهْنِ...} إلى آخره»: ليست في (د).