إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

الملائكة

          ░░░35▒▒▒ (المَلَائِكَةُ) مكِّيَّة، وآيُها خمس وأربعون، ولأبي ذرٍّ: ”سُورة الملائكة ويس“.
          ( ╖ ) وسقطتِ البسملةُ لغير أبي ذرٍّ. (قَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ: (القِطْمِيرُ) هو (لِفَافَةُ النَّوَاةِ) وهو مثلٌ في القلَّةِ، كقوله:
وأَبُوكَ يَخصِفُ نَعْلَه مُتَورِّكًا                     مَا يمْلِكُ المِسْكِينُ مِن قِطْمِيرِ
وقيل: هو القمعُ، وقيل: ما بينَ القمعِ والنَّواةِ، وسقطَ لأبي ذرٍّ «قال مُجاهدٌ».
          ({مُثْقَلَةٌ}[فاطر:18]) بالتَّخفيف، أي: (مُثَقَّلَةٌ) بالتَّشديد، أي: وإن تدع نفسٌ مثقَّلة بالذُّنوبِ نفسًا إلى حملِها، فحذف المفعول به للعلمِ به.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) غير مجاهد في قولهِ: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ. وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ}[فاطر:19-21] ({الْحَرُورُ} بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ) عند شدَّةِ حرِّها. (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) في تفسير الحَرُور: (الحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ) بفتح المهملة (بِالنَّهَارِ) ونقله ابنُ عطيَّة عن رؤبةَ، وقال: ليس بصحيحٍ، بل الصَّحيح ما قاله الفرَّاء، وذكره في «الكشاف»: { الْحَرُورُ} السَّموم، إلَّا أنَّ السَّمومَ بالنَّهار، والحرورَ فيه وفي اللَّيل. قال في «الدر»: وهذا عجيبٌ(1) منه، كيف يردُّ على أصحابِ اللِّسان بقول من يأخذُ عنهم؟!
          وسقطَ لأبي ذرٍّ من قوله: «{مُثْقَلَةٌ}...» إلى آخر قولهِ: «والسَّمومُ بالنَّهار».
          ({وَغَرَابِيبُ سُودٌ}[فاطر:27] أَشَدُّ سَوَادًا(2) الغِرْبِيبُ) بكسر الغين المعجمة عطف على {حُمْرٌ} عطف ذي لون(3) على ذي لونٍ، أو عطف على {بِيضٌ} أو على {جُدَدٌ} ولم يقل بعد: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ}: مختلفٌ(4) ألوانُها، كما قال ذلك بعد {بِيضٌ} و{وَحُمْرٌ} لأنَّ‼ الغِرْبِيبَ البالِغُ(5) في السَّوادِ، فصار لونًا واحدًا غير متفاوتٍ، بخلاف السَّابق، ولغير أبي ذرٍّ: ”الشَّديدُ السَّوادِ“ فـ {وَغَرَابِيبُ} جمع: غربيبٍ، وغربيب: هو الشَّديدُ السَّوادِ المتناهِي فيه، فهو تابعٌ للأسودِ، كَقَانٍ وناصعٍ ويَقَق، ومن ثمَّ قال بعضُهم: إنَّه على التَّقديم والتَّأخير. يقال: أسود غربيبٌ، والبصريُّون يخرجونَ هذا وأمثاله على أنَّ الثَّاني بدلٌ من الأول. قال الجوهريُّ: وتقول(6): هذا أسود غربيبٌ(7)، أي: شديدُ السَّوادِ، وإذا قلت: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} تجعلُ السُّودَ بدلًا من غرابيبَ؛ لأنَّ توكيدَ الألوانِ لا يتقدَّمُ، وما ذكره المؤلِّف من هذا التَّفسير أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ عن ابن عبَّاسٍ من طريق علي بنِ أبي طلحة، ولأبي ذرٍّ هنا: ”وقال مجاهد: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}[يس:30] وكان حسرةً عليهم استهزاؤهُم بالرُّسل. {مِّن مِّثْلِهِ}[يس:42] من الأنعام. {فَاكِهُونَ}[يس:55] معجبونُ. سورة يس. ╖ . وقال ابن عبَّاس: {طَائِرُكُمْ عِندَ اللهِ}[النمل:47] مصائِبُكُم { يَنسِلُونَ}[الأنبياء:96] يخرجُونَ. بابٌ بالتَّنوين {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[يس:38] {فَعَزَّزْنَا}[يس:14] فشدَّدنَا“ كذا ثبتَ في الفرع كأصله(8) هنا، وسيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى(9).


[1] في (م): «عجب».
[2] في (ص): «سوادٍ».
[3] قوله: «ذي لون»: ليست في (د).
[4] في (د): «مختلفة».
[5] في (ص): «الغربيب في المبالغ»، وفي (م) و(د): «الغرابيب هي المبالغ».
[6] في (م): «يقال».
[7] قوله: «والبصريون... غربيب»: ليست في (د).
[8] في (ب) و(س): «وأصله».
[9] قوله: «وسيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى»: ليست في (م). وقوله: «ولأبي ذرٍّ هنا... إن شاء الله تعالى»: ليس في (د).