إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{والعاديات}

          ░░░100▒▒▒ ({وَالْعَادِيَاتِ}(1)‼[العاديات:1]) مكِّيَّة أو مدنيَّة، وآيُها إحدى عشرة، {وَالْعَادِيَاتِ} جمع: عادية؛ وهي الجاريةُ بسرعةٍ، والمراد: الخيل، ولأبي ذرٍّ: ”سورة {وَالْعَادِيَاتِ}“ وله(2) زيادة: ”و {الْقَارِعَةُ}“.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما(3) وصلهُ الفِريابيُّ: (الكَنُودُ) هو (الكَفُورُ) من كند النِّعمة كنودًا.
          (يُقَالُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}[العاديات:4]) قال أبو عُبيدة: أي: (رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا) وقوله: {فَأَثَرْنَ} عطف الفعل على الاسم؛ لأنَّ الاسم في تأويلِ الفعلِ؛ لوقوعهِ غير صلةٍ لـ «أل»، والضَّمير في {بِهِ} للصُّبح(4)، أي: فأثرنَ في وقتِ الصُّبح غبارًا، أو للمكان وإن لم يجرِ له ذكرٌ؛ لأنَّ الإثارةَ لا بدَّ لها من مكانٍ، وروى البزَّار والحاكم عن ابنِ عبَّاس ☻ قال: بعثَ رسولُ الله صلعم خيلًا فلبث شهرًا لا يأتيهِ خبرهَا، فنزلت: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضبحَتْ بأرجلها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} قدحَت الحجارة فأورت بحوافرهَا {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} صبَّحت القومَ بغارةٍ {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} التُّراب {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}[العاديات:1-5] صبَّحت القوم جميعًا. وفي إسنادهِ ضعفٌ.
          ({لِحُبِّ الْخَيْرِ}) أي: (مِنْ أَجْلِ حُبِّ الخَيْرِ) فاللام تعليلية، أي: لأجلِ حبِّ المالِ ({لَشَدِيدٌ}[العاديات:8]) أي: (لَبَخِيلٌ) وقيل: لقويٌّ مبالغٌ فيه (وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ) وزاد في «الكشَّاف»: متشدِّد، قال طرفة:
أَرَى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي                     عَقِيلَةَ مالِ(5) الفَاحِشِ المُتَشدِّدِ
وقوله: يعتامُ؛ أي(6): يختارُ، وعقيلةُ كلِّ شيءٍ أكرمهُ، والفاحش: البخيل الَّذي جاوزَ الحدَّ في البخلِ؛ يقول: أرَى(7) الموتَ يختارُ كرامَ النَّاس وكرائِم الأموالِ الَّتي يضنُّ بها.
          ({وَحُصِّلَ}[العاديات:10]) أي: (مُيِّزَ) وقيل: جُمعَ في الصُّحف، أي: أظهرَ محصِّلًا مجموعًا؛ كإظهارِ اللُّب من القشرِ.


[1] في (م) و(د): «سورة { وَالْعَادِيَاتِ}».
[2] قوله: «سورة { وَالْعَادِيَاتِ} وله»: ليست في (د).
[3] في (ب) و(س): «مما».
[4] في (ص): «للصحيح».
[5] في (ب): «حال».
[6] قوله: «أي»: ليس في (د).
[7] قوله: «أرى»: ليس في (د).