إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة {عم يتساءلون}

          ░░░78▒▒▒ (سورة {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ}) مكِّيَّة، وآيُها أربعون.
          (قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”وقال“ (مُجَاهِدٌ) فيما وصلَه الفِريابيُّ في قولهِ تعالى: ({لَا يَرْجُونَ حِسَابًا}[النبأ:27]) أي: (لَا يَخَافُونَهُ) لإنكارِهم البَعث.
          ({لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا}[النبأ:37]) أي: (لَا يُكَلِّمُونَهُ) خَوفًا منه (إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ) في الكلامِ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ و(1) الحَمُّويي: ”لا يملكُونَه“ بدل: «لا يكلِّمونه»(2).
          ({صَوَابًا}[النبأ:38]) أي: (حَقًّا فِي الدُّنْيَا وَعَمِلَ بِهِ) وقيل: قال: لا إلَه إلَّا الله.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيمَا وصلَه ابنُ أبي حاتمٍ: ({وَهَّاجًا}[النبأ:13]) أي: (مُضِيئًا) من وهجَتِ النَّار؛ إذا(3) أضاءَتْ(4).
          (وقَالَ غَيْرُهُ) غير ابن عبَّاس: ({وَغَسَّاقًا}[النبأ:25]) أي: (غَسَقَتْ عَيْنُهُ) غسقًا: أظلمَتْ، وقال ابنُ عبَّاس: الغَسَّاق: الزَّمهرير يحرقُهُم بردُه، وقيل: هو صديدُ أهلِّ النَّار، وثبتَ من قولهِ: ”{صَوَابًا}...“ إلى هنا لأبي ذرٍّ (وَيَغْسِقُ الجُرْح: يَسِيلُ) منهُ ماءٌ أصفَر (كَأَنَّ الغَسَاقَ وَالغَسِيقَ وَاحِدٌ) وسقطَ هذا لغيرِ أبي ذرٍّ، وذكرَه المؤلِّف في «بدءِ الخلق» [خ¦59/10-5048] ({عَطَاء حِسَابًا}[النبأ:36])‼ أي: (جَزَاءً كَافِيًا) مصدرٌ أقيمَ مقامَ الوصفِ (أَعْطَانِي مَا أَحْسَبَنِي؛ أَيْ: كَفَانِي) وقال قتادة _فيمَا رواهُ عبدُ الرَّزَّاق_: {عَطَاء حِسَابًا} أي: كثيرًا.


[1] في (م): «عن» وهو خطأ.
[2] في (د): «لا يملكون بدل لا يتكلمون».
[3] في (ص): «أي».
[4] قوله: «وقال ابن عباس... إذا أضاءت» وقع في (ص) و(م) و(د) بعد لفظ «بدء الخلق» الآتي.