إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم}

          ░12▒ ({سَيَقُولُ السُّفَهَاء}) وفي بعض النُّسخ وعزاه في «الفتح» لأبي ذرٍّ: ”باب قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء}“ ({مِنَ النَّاسِ}) المنكرين لتغيير القبلة من مشركي العرب أو أحبار يهود(1) أو المنافقين، والجارُّ والمجرور في محلِّ نصبٍ على الحال من {السُّفَهَاء} والعامل فيها {سَيَقُولُ} وهي حالٌ مبيِّنةٌ: ({مَا وَلاَّهُمْ}) أي: ما صرفهم ({عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا})؟ يعني: بيت المقدس، ولا بدَّ من حذف مضافٍ في {عَلَيْهَا} أي: على توجيهها، وجملة الاستفهام في محلِّ نصبٍ بالقول ({قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}) حيثما وجَّهَنا(2) توجَّهْنا، فالطَّاعة في امتثال أمره، ولو وجَّهَنا كلَّ يومٍ مرَّاتٍ إلى جهاتٍ متعدِّدةٍ فنحن عبيده، وفي تصريفه وخُدَّامه ({يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[البقرة:142]) وسقط من قوله: «{الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا (3)}...» إلى آخر الآية(4) لأبي ذرٍّ، وقال(5) بعد قوله: {عَن قِبْلَتِهِمُ}: ”الآية“.


[1] في (د): «اليهود».
[2] في (د): «يوجِّهنا».
[3] {عَلَيْهَا}: ليس في (ب) و(د).
[4] في (س) و(ص): «إلى آخره».
[5] في (د): «ولأبي ذرٍّ وقالوا» وليس بصحيحٍ.