إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

الممتحنة

          ░░░60▒▒▒ (المُمْتَحِنَةِ) قال السُّهيليُّ: بكسر الحاء، المُخْتَبِرة، أضيفَ إليها الفعل مجازًا، كما سمِّيت سورة براءة الفاضِحةَ؛ لكشفِها عن عيوبِ المنافقين. ومن قال: الممتحَنة _بفتح الحاء_ فإنَّه أضافها إلى المرأة الَّتي نزلت فيها، والمشهور أنَّها أمُّ كلثوم بنتُ عُقبة بنِ أبي مُعَيط، امرأة عبد الرَّحمن بنِ عوفٍ، وهي مدنيَّة، وآيُها ثلاث عشرة(1)، ولأبي ذرٍّ: ”سورة الممتحنة، ╖ “.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصله الفريابيُّ في قولهِ تعالى: ({لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً}[الممتحنة:5]) أي: (لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى الحَقِّ؛ مَا أَصَابَهُمْ هَذَا) وزاد في روايةِ الفِريابيِّ: «ولا بعذابٍ من عِندك».
          ({بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}[الممتحنة:10]) جمع: كافرةٍ؛ كضَوارب في ضاربة. قال مجاهِد(2): (أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلعم ) بضم الهمزة وكسر الميم، مبنيًّا للمفعول‼ (بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ، كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ) لقطعِ إسلامهم النِّكاح.


[1] في (د): «ثلاثة عشر».
[2] قوله: «في ضاربة قال مجاهِد»: ليست في (ص).