إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا}

          ░22▒ (بابُ قَولُهُ) تعالى: ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً}[البقرة:165]) من الأصنام: (أَضْدَادًا) كذا فسَّره أبو عبيدة، وهو تفسيرٌ باللَّازم؛ لأنَّ النِّدَّ في اللُّغة: المثل، وزاد أبو ذرٍّ في روايته بعد قوله: {أَندَاداً}: ”{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}؛ يعني: أضدادًا“ (وَاحِدُهَا: نِدٌّ) بكسر النُّون وتشديد الدَّال المهملة، والكاف في {كَحُبِّ اللّهِ} في محلِّ نصبٍ نعتٌ(1) لمصدرٍ محذوفٍ، وقال ابن عطيَّة: «حُبِّ»: مصدرٌ مضافٌ للمفعول في اللَّفظ، وهو في التَّقدير مضافٌ للفاعل المضمر؛ التَّقدير: كحبِّكم الله، أو كحبِّهم الله، ومراده بـ «المضمر»: أنَّ ذلك(2) الفاعل من جنس الضَّمائر، ولا يريد أنَّ الفاعل يضمر(3) في المصدر كما يضمر في الأفعال؛ لأنَّ هذا قولٌ مردودٌ؛ لأنَّ المصدر(4) اسم جنسٍ لا يُضمَر فيه لجموده، والمعنى: أنَّهم يعظِّمونهم كتعظيم الله، ويسوُّون بينه وبينهم في المحبَّة، وسقط «باب قوله» لأبي ذرٍّ.


[1] في (د): «نعتًا».
[2] «ذلك»: ليس في (د) و(م).
[3] في غير (د) و(م): «مضمر».
[4] في (ص): «المقدر»، وهو تحريفٌ، وفي (ج) و(ل): «المضمر».