إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{والمرسلات}

          ░░░77▒▒▒ ({وَالْمُرْسَلَاتِ}) ولأبي ذرٍّ: ”سورة والمرسلات“ وهي مكِّيَّة، وآيُها خمسون.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قولهِ تعالى: (جِمَالَاتٌ) أي: (حِبَالٌ) بالحاء المهملة‼، أي: حبالُ السُّفن، وهذا(1) إنَّما يكونُ على قراءةِ روَيس: {جِمَالَتٌ}(2) بضم الجيم، وأمَّا على قراءةِ الكسر؛ فجمع: جِمَال، أو جِمَالة جمع: جمَل، للحيوان المعروف، وسقط لغير(3) أبي ذرٍّ «وقالَ مجاهدٌ».
          ({ارْكَعُوا}) أي: (صَلُّوا. {لَا يَرْكَعُونَ}[المرسلات:48] لَا يُصَلُّونَ) فأطلقَ الرُّكوع وأرادَ الصَّلاة(4)، من إطلاقِ الجزء وإرادةِ الكلِّ، وثبتَ: ”{ لَا يَرْكَعُونَ}“ لأبي ذرٍّ(5).
          (وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ) عن قوله تعالى: ({لَا يَنطِقُونَ}[المرسلات:35]) وعن قولهِ جلَّ وعلا: ({وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}[الأنعام:23]) وعن قولهِ ╡: ({الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}[يس:65]) ما الجمعُ بينَ ذلك؟ (فَقَالَ) مجيبًا عنه: (إِنَّهُ) أي: يوم القيامةِ (ذُو أَلْوَانٍ؛ مَرَّةً يَنْطِقُونَ) فيشهدونَ على أنفسهم بما صنعُوا، ولا يكتُمون الله حديثًا (وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيْهِمْ) أي: على أفواهِهم، ومرَّة يختصمُون، ثمَّ يكون ما شاءَ الله يحلفونَ ويجحَدون فيُختم على أفواههمِ، وسقط لغير أبي ذرٍّ «{عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}» و(6)«{لَا يَرْكَعُونَ}».


[1] في (د): «وهو».
[2] في (م): «جُمالا».
[3] قوله: «لغير»: ليست في (م).
[4] في (د): «به الصلاة».
[5] قوله: «وثبت لا يركعون لأبي ذر»: ليست في (د).
[6] في (د): «ولغيره».