إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

سورة هود

          ░░░11▒▒▒ (سورة هُودٍ ╕ ) مئةٌ وثلاثٌ وعشرون آيةً ( ╖ ) سقطت البسملة لغير أبي ذَرٍّ.
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ╠ فيما وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه‼ في قوله تعالى حكايةً عن لوطٍ ╕ حين جاءته الملائكة في صورة غلمان، وظنَّ أنَّهم أناسٌ فخاف عليهم أن يقصدهم قومُه فيعجزَ عن مدافعتهم: {هَـذَا يَوْمٌ} ({عَصِيبٌ}[هود:77]) أي: (شديدٌ) وفي قوله: ({لاَ جَرَمَ}[هود:22]) أي: (بَلَى) أي: حقًّا أنَّهم في الآخرة هم الأخسرون.
          (وَقَالَ غَيْرُهُ) في قوله تعالى: ({وَحَاقَ}[هود:8]) أي: (نَزَلَ) بهم وأصابهم (يَحِيقُ) أي: (يَنْزِلُ).
          وفي قوله تعالى: ({ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ}[هود:9] يَؤُوسٌ: فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ) والمعنى: ولَئِن أذقنا الإنسان حلاوة نعمةٍ يجد لذَّتها، ثمَّ سلبناها منه؛ إنَّه لقطوعٌ رجاءه من فضل الله؛ لقلَّة صبره وعدم ثقته به، كفورٌ لأنَّ الوصف باليؤوس لا يليق إلَّا بالكافر، فإنَّه يقع في اليأس إذا سُلِبَت نعمته، والمسلمُ(1) يثق بالله أن يعيدها أحسن ما كانت.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قوله تعالى: {فَلاَ (2)} ({تَبْتَئِسْ}[هود:36]) أي: لا(3) (تَحْزَنُ) وهذا وصله الطَّبريُّ من طريق ابن أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ؛ كقوله(4) في قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ} ({يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} شَكٌّ وَافْتِرَاءٌ) بالفاء، والَّذي في أكثر الفروع المقابَلة على «اليونينيَّة»: ”وامتراءٌ“ (فِي الحَقِّ) بالميم ({لِيَسْتَخْفُواْ (5) مِنْهُ}[هود:5]) أي: (مِنَ اللهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وهذه الألفاظ المفسَّرة كلُّها من البسملة إلى هنا ثابتةٌ في رواية الأبوين، ومقدَّمةٌ عندهما ومؤخَّرةٌ في رواية غيرِهما(6) عن تاليها.
          (وَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ) ضدُّ الميمنة، عمرو بن شرحبيل الهَمْدانيُّ التَّابعيُّ في قوله ╡: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ} (الأَوَّاهُ: الرَّحِيمُ بِالحَبَشِيَّةِ) بالتَّحتيَّة المشدَّدة، والَّذي في «اليونينيَّة» بإسقاطها(7)، وهذا ذكره المؤلِّف في ترجمة إبراهيم من «أحاديث الأنبياء» [خ¦60/8-5152].
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) في قوله تعالى: ({بَادِيَ الرَّأْيِ}[هود:27]) أي: (مَا ظَهَرَ لَنَا) من غير تعمُّق.
          (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قوله جلَّ وعزَّ: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}[هود:44] (الجُودِيُّ جَبَلٌ بِالجَزِيرَةِ) الَّتي(8) بين دجلة والفرات قرب الموصل، تشامخت الجبال يومئذٍ من الغرق وتطاولت، وتواضع هو لله ╡، فلم يغرق، وقال قتادة: استوت عليه شهرًا؛ يعني: حتَّى نزلوا منها.
          (وَقَالَ الحَسَنُ) البصريُّ(9): ({ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ}[هود:87])(10) باللَّام (يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَقْلِعِي}[هود:44]: أَمْسِكِي) عن المطر ({عَصِيبٌ}[هود:77]) أي: (شَدِيدٌ)(11) ولأبي ذَرٍّ: ”وقال ابن عبَّاسٍ: عصيبٌ: شديدٌ(12)“ ({لاَ جَرَمَ}[هود:22]) أي: (بَلَى، {وَفَارَ التَّنُّورُ}[هود:40]: نَبَعَ المَاءُ) فيه وارتفع، كالقدر يفور، والتَّنُّور: تنُّور الخبز، وابتداء النُّبوع منه(13) خارقٌ للعادة، وكان في الكوفة في موضع مسجدها، أو في الهند، وقيل: في غيرهما (وَقَالَ عِكْرِمَةُ): التَّنُّور: (وَجْهُ الأَرْضِ) وقيل: هو(14) أشرف موضعٍ فيها.


[1] في (د): «والمؤمن».
[2] «{ فَلاَ}»: ليس في (د).
[3] في (د): «أَيْ».
[4] «كقوله»: ليس في (د) و(م).
[5] في (ج): «يستخفوا».
[6] جاء في (د) و(م) قوله: «ثابتةٌ في رواية الأبوين، ومقدَّمةٌ عندهما ومؤخَّرةٌ في رواية غيرِهما»، بدلًا من قوله: «مقدَّمةٌ في رواية أبي ذَرٍّ مؤخَّرةٌ في رواية غيره».
[7] قوله: «بالتَّحتيَّة المشدَّدة، والَّذي في اليونينيَّة بإسقاطها»، سقط من (د).
[8] في (د): «الَّذي».
[9] «البصريُّ»: ليس في (د).
[10] زيد في (د): «الرَّشيد».
[11] وهذا مكرر مع أول كلمة في هذه السورة.
[12] قوله: «ولأبي ذَرٍّ: وقال ابن عبَّاسٍ: عصيبٌ: شديدٌ» سقط من (د).
[13] في (د) و(م): «الينبوع فيه».
[14] في (د): «هي».