إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{ألم تر}

          ░░░105▒▒▒ ({أَلَمْ تَرَ}) مكِّيَّة، وآيُها خمس، وسقط لأبي ذرٍّ «{أَلَمْ تَرَ(1).
          (قَالَ مُجَاهِدٌ: {أَلَمْ تَرَ}[الفيل:1]) أي (أَلَمْ تَعْلَمْ) يا محمَّد، وإنَّما قالَ ذلك لأنَّه صلعم لم يدرِك قصَّة أصحابِ الفيلِ، لأنَّ مولده ╕ في تلكَ السَّنة، وهو وإن لم يشهدهَا فقد شاهدَ آثارهَا وسمعَ بالتَّواتر أخبارهَا فكأنَّه رآها، وهذا ثابتٌ لأبي ذرٍّ عن المُستملي، وليس هذا من تفسيرِ مجاهدٍ، فالصَّواب إسقاط قوله: قال مجاهدٌ.
          (قَالَ(2) مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ(3) ({أَبَابِيلَ}) أي: (مُتَتَابِعَةً مُجْتَمِعَةً) نعتٌ لـ: طير؛ لأنَّه اسمُ جمعٍ. قال ابنُ عبَّاس ☻ : كانت طيرًا لها خراطيم وأكف كأكفِّ الكلاب، وقيل غير ذلك. و{أَبَابِيلَ} قيل: لا واحد لهُ كأساطير، وقيل: واحدهُ إبَّول كعِجَّول وعجاجِيل(4)، وقيل: إِبَّال.
          (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ☻ فيما وصلهُ الطَّبري في قوله تعالى: ({مِّن سِجِّيلٍ}[الفيل:4] هيَ سَنْكِ) بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة: الحجر (وَكِلْ) بكسر الكاف وبعدها لام، الطِّين، فارسيٌّ معرَّب، وقيل: السِّجيل الدِّيوان الَّذي(5) كتبَ فيهِ عذاب الكفَّار، والمعنى: ترميهِم بحجارةٍ من جملةِ العذابِ المكتوبِ المدوَّن ممَّا(6) كتبَ الله في ذلك الكتاب. /


[1] قوله: «وسقط لأبي ذرٍّ { أَلَمْ تَرَ}»: ليس في (د).
[2] في (م): «وقال».
[3] في (س) زيادة: «عنه».
[4] في (م): «عجاجل».
[5] «الذي»: ليس في (م).
[6] في (د): «أي ممَّا».