الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الدعاء في الركوع

          ░123▒ (بَابُ الدُّعَاءِ فِي الرُّكُوعِ) أي: استحبابه فيه، وسيأتي في السُّجود.
          قال في ((الفتح)): ترجم بعد هذا بأبواب التَّسبيح والدُّعاء في السُّجود، وساقَ فيه حديث الباب، فقيل: الحكمةُ في تخصيصِ الركوعِ بالدُّعاء دون التَّسبيح، مع أنَّ الحديث واحد أنه قصد الإشارة إلى الرد على من كره الدعاء في الركوع كمالك، وأما التَّسبيح، فلا خلاف فيه، فاهتم هنا بذكر الدعاء لذلك، وحجَّة المخالف ما أخرجه مسلمٌ عن ابن عبَّاس مرفوعاً، وفيه: ((فأمَّا الركوعُ فعظّموا فيه الرَّب، وأمَّا السُّجود فاجتهدوا في الدُّعاء، فقَمِنٌ أن يستجابَ لكم))، لكنَّه لا مفهومَ له، فلا يمتنعُ الدُّعاء في الركوعِ، كما لا يمتنع التَّعظيم في السُّجود.