الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من شكا إمامه إذا طول

          ░63▒ (بَابُ) بالإضافة (مَنْ شَكَا إِمَامَهُ إِذَا طَوَّلَ) أي: في الصَّلاة على المأمومينَ (وَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ) بالتَّصغير.
          قال في ((الفتح)): وقع في رواية المستملي: <أبو أَسيد> بفتح الهمزة، والصواب: الضم، كما للباقين، وهو مالك بن ربيعةَ الأنصاري السَّاعدي، وله ولدٌ اسمه: المنذر، صلَّى به إماماً، فأطال، فقال له: (طَوَّلْتَ بِنَا يَا بُنَيَّ) تصغير تحبُّبٍ.
          وهذا التَّعليق كما في ((الفتح)): وصله ابن أبي شيبةَ من رواية المنذر بن أبي أسيد قال: كان أبي يُصلِّي خلفي فربما قال: يا بني طوَّلت بنا اليوم، واستفيدَ منه تسمية الابن المذكور.
          وفيه حجَّةٌ على من كره للرَّجل أن يؤمَّ أباه، كعطاء، قال: ورأيت بخطِّ الزَّركشي: أنه رأى في بعض نسخ البخاري: ((وكره عطاءٌ أن يَؤُمَّ الرَّجل أباه))، فإن ثبتَ ذلك، فقد وصلَ ابن أبي شيبة هذا التعليق، وكأنَّ المنذر كان إماماً راتباً، انتهى.