الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: يقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب

          ░107▒ (بَابٌ) بالتنوين (يَقْرَأُ) بالبناء للفاعل، ففاعله ضمير المصلي المعلوم من المقامِ، ويحتملُ بناؤه للمفعول، فلا ضمير (فِي الأُخْرَيَيْنِ) بتحتيتين، تثنية أخرى بالألف.
          قال الكرمانيُّ: وفي بعضِها: تثنية الآخرة؛ أي: فيكون بكسر الخاء فيهما (بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ) أي: فقط من غير ضم سُورة إليها، بخلاف الأوليين، فإنه يضمُّ إليهما فيهما سُورة كالثنائية.
          قال في ((فتح الباري)): سكتَ عن ثالثة المغرب رعايةً للفظ الحديث مع أن حكمَها حكم الأُخْريين من الرباعية، ويحتملُ أنه لم يذكرها لما رواهُ مالك من طريق الصَّنابحي أنه سمعَ أبا بكر الصِّديق يقرأُ فيها: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} [آل عمران:8] الآية.
          واعترضَه العينيٌّ: بأنه لا يفهم من حديث الباب أن حكمَها حكم الأُخْريين من الرَّباعية. انتهى.
          وأقول: لم يدع صاحب ((الفتح)) أن حُكْم الأُخْريين منها يفهم من حديثِ الباب، فتأمل.