الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من أسمع الناس تكبير الإمام

          ░67▒ (بَابُ مَنْ أَسْمَعَ النَّاسَ) أي: المقتدين (تَكْبِيرَ الإِمَامِ) فيكون مبلِّغاً، وسواءٌ كان هو المؤذِّن أو الإمام أم لا.
          وهذا جائزٌ، بل مندوبٌ إذا لم يسمع القومُ صوت الإمام لكثرتهم مثلاً، وإلا فيُكتفى بالإمام، ويكون رفع الصَّوت بقدرِ الحاجة، ولا بدَّ فيه عند الشَّافعية أن يقصد بالتَّكبير أو نحوه الذِّكر ولو مع الإعلام وإلا فتبطلُ صلاته، ويشترط فيه أن يكون ثقةً على الصَّحيح ليعتمد؛ لأنَّه مخبرٌ عن فعلِ الإمام.
          نعم لو وقع في القلب صدقُ الفاسق جاز اعتمادهُ حينئذٍ، وكذا إذا كان المبلِّغ هو الإمام؛ لأنَّه حينئذٍ مخبر عن فعل نفسه، ولا يشترطُ كونه مقتدياً عند الشَّافعية، خلافاً للحنفيَّة، حتى في تكبيرةِ الإحرام.