الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب فضل التأذين

          ░4▒ (باب: فَضْلِ التَّأْذِينِ) مصدر أذَّن _بالتشديد_ وعبَّر به دون الأذان لورودِهِ في حديث الباب.
          وقال ابنُ المنيِّر: لأن التَّأذين يتناول جميع ما يصدرُ عن المؤذِّن من قولٍ وفعلٍ وهيئةٍ، وحقيقةُ الأذان تعقل بدون ذلك، وتعقَّبه في ((فتح الباري)) بقوله: والظَّاهر أن التأذينَ هنا أطلقَ بمعنى الأذان؛ لقوله في الحديث: ((حتَّى لا يسمعَ التَّأذين))، وفي روايةٍ لمسلم: ((حتَّى لا يسمعَ صوته)) فالتَّقييد بالسَّماع لا يدلُّ على فعل ولا هيئةٍ مع أنَّ ذلك هو الأصل في المصدر.
          وأقول: يعني أنَّ الأصلَ في هذا المصدر دَلالته على القولِ دون الفعلِ والهيئة، وإلَّا فقد يكون المصدر للفعل نحو: ضرب، وللهيئةِ نحو: الجِلسة _بالكسر_، فافهم.