الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول

          ░48▒ (بَابُ مَنْ دَخَلَ) أي: لموضعِ الإمامةِ كإمام الصَّفِّ والمحرابِ (لِيَؤُمَّ النَّاسَ) أي: ليصلِّيَ إماماً بهم / نائباً عن الإمام الراتب (فَجَاءَ الإِمَامُ الأَوَّلُ) أي: الرَّاتب (فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ) أي: الذي أراد النِّيابةَ عن الرَّاتب، فأوليَّته بالنسبة لهذه الصَّلاة التي تقدَّم فيها نائباً، وأوليَّةُ ذلك باعتبارِ كونهِ راتباً، والقرينةُ على ذلك ظاهرةٌ، على أنَّ قاعدة: كون المعرفة إذا أعيدت معرفةً تكون عين الأولى أغلبيَّة، كقاعدة: أنَّ النكرة إذا أعيدت نكرةً كانت غيراً. وللأصيلي في نسخة: <فتأخر الآخر>.
          (أَو لَمْ يَتَأَخَّرْ، جَازَتْ) أي: صحَّت (صَلَاتُهُ) أي: وصلاةُ المأمومين أيضاً، فإن تعاقُبَ إمامين في صلاةٍ واحدةٍ جائز.
          (فِيهِ) أي: في التأخُّر وعدمه أو في جواز صلاتهِ (عَائِشَةُ) أي: حديثها السَّابق في الباب قبله عن عروة بلفظ: فلما رآه أبو بكرٍ استأخر، وحديثها السَّابق أيضاً في باب حدِّ المريض عن عبيد الله بلفظ: فأرادَ أن يتأخَّر، والجواز: مستفادٌ من التَّقرير، وكلا الأمرين وقعا في حديثِ الباب.