الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء

          ░83▒ (بُابُ رَفْعِ اليَدَيْنِ) أي: طلبُ رفعهما إلى حذوِ منكبيهِ لما يأتي في الحديث (فِي التَّكْبِيْرَةِ الأُولَى) أي: تكبيرةِ الإحرام (مَعَ الاِفْتِتَاحِ) أي: افتتاح التَّكبير أو افتتاح الصَّلاة، وهما متلازمان.
          وقال ابن رجبٍ: مرادهُ بالافتتاح: التَّكبيرةُ نفسها، فإنَّ هذه التكبيرة هي افتتاحُ الصَّلاة، كما في حديث عائشة: ((كان النَّبيُّ صلعم يفتتحُ الصَّلاةِ بالتَّكبير)) فالصلاةُ لها مفتاحٌ وهو الطهور، وافتتاحٌ وهو التَّكبير، واستفتاحٌ وهو ما يقولهُ بين التَّكبيرِ والقراءة من الذِّكرِ والدُّعاء.
          (سَوَاءً) حال من ((اليدين)) أو من ((رفع)) أي: حال كون اليدين مُستويين من جهةِ رفعهما مع الافتتاح، لا متقدِّماً ولا متأخِّراً، وهو معنى ((سواء))، أو حال كون رفعهما مستوياً.
          قال شيخُ الإسلام: وفي التَّرجمة قصورٌ عما في الحديث، إذ فيه الرَّفع في غير التَّكبيرة الأولى كما يأتي.
          وأقول: الزِّيادةُ على ما في الترجمة غير مضرٍّ.