الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الإيجاز في الصَّلاة وإكمالها

          ░64▒ (بَابُ الإِيْجَازِ فِي الصَّلَاةِ وَإِكْمَالِهَا) بجره أو نصبه، ثبتت الترجمة هكذا للمستمليِّ وكريمة، وكذا ذكرها الإسماعيلي، ولأبوي ذرٍّ والوقت وابن عساكر: <بابٌ> بالتنوين من غير ترجمةٍ، وسقط البابُ والترجمة للباقين.
          وقال العينيُّ: وفي بعض النُّسخ: <باب الإيجاز> فقط.
          قال في ((الفتح)): وعلى تقدير سقوطها فمناسبة حديث أنسٍ للتَّرجمة _أي: السَّابقة_ من جهةِ أنَّ من سلك طريق النَّبيِّ صلعم في الإيجازِ والإتمام لا يُشتكى منه تطويل.
          وقال العينيُّ: مناسبته من حيث إنَّ النَّبيَّ صلعم أمر في حديث ذلك البابِ بالإيجاز، وهنا فعلهُ بنفسه، فأشارَ بهذا إلى أن الإيجاز مع الإكمال مندوبٌ؛ لأنَّه ثبت بقول النَّبيِّ صلعم وفعله.
          وقال ابن رجبٍ: الإيجاز: التَّخفيف والاختصار، والإكمال: هو إتمامُ أركانها، وفائدةُ إدخال هذا الحديث في هذا الباب: ليبيِّن به قدر التَّخفيف المأمورِ به، وأنَّه إنما يُشتكى الإمام إذا زاد عليه زيادةً فاحشةً، فأمَّا إكمال الصَّلاة وإتمام أركانها فليس بتطويلٍ منهيٍّ عنه، انتهى.