الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الدعاء عند النداء

          ░8▒ (باب: الدُّعَاءِ عِنْدَ النِّدَاءِ) أي: باب استحبَابِ الدُّعاء عند تمامِ الأذان.
          قال في ((الفتح)): وكأنَّ المصنِّف لم يقيِّده بذلك إتباعاً لإطلاقِ الحديثِ، واعترضَه العينيُّ فقال: ليسَ في الحديث هذه اللَّفظة.
          وأقول: لا يضرُّ عدمُ وجودِ هذه اللَّفظة في الحديث؛ لأن المعلَّل به إتباعُ إطلاقِ الحديث لا موافقة لفظه، وهو موجودٌ كذلك فإن قوله: ((حين يسمعُ النِّداء)) بمنزلة: عند النِّداء، وإن كان المرادُ بعدَ تمامهِ في التَّرجمة والحديث فلا بدَّ من تقديرِ مضاف نحو تمام، ولعلَّ وجه عدمِ التَّصريح به فيها التَّنبيه على المبادرةِ إلى الدُّعاء حتى كأنَّه عنده وحين يسمعه على أنَّه قد يقال: لا حاجةَ إلى تقديره؛ لأن النِّداء بمعنى: الأذان، وهو اسمٌ لجميع ألفاظهِ المخصُوصة، فقبل فراغهِ لم يحصلِ الأذان حقيقةً، والتجوُّز خلاف الأصل، فتأمَّل.