الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها

          ░71▒ (بَابُ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ) أي: طلبُ تسويتها (عِنْدَ الإِقَامَةِ) أي: عند الشُّروع فيها (وَبَعْدَهَا) أي: بعد الفراغ منها قبل الشُّروع في الصلاة.
          قال في ((الفتح)): ليس في حديثي الباب دلالةٌ على تقييد التَّسوية بما ذكر، لكن أشارَ بذلك إلى ما في بعض الطُّرق كعادته، ففي حديث النُّعمان عند مسلمٍ: أنَّه صلعم قال ذلك عندما كاد أن يكبِّر.
          وأقول: فهذا يدلُّ على أن التَّسويةَ بعد الإقامة، وفي حديث أنسٍ في الباب بعد هذا: أقيمتِ الصَّلاة، فأقبلَ علينا بوجههِ فقال: ((أقيمُوا صُفُوفكم)) الحديث، وهذا يدلُّ على التَّسوية عند الإقامة.
          وفي روايةٍ لأبي داود عن النُّعمان قال: ((كان النَّبيُّ صلعم يسوِّي صفوفنا إذا قُمْنا إلى الصَّلاة، فإذا استوينا كبَّر)).
          قال ابن الملقِّن: وهذه فائدةٌ جليلة لبيان وقتِ تكبير الإمام لا كما يقولهُ من خالف، انتهى.