إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم

          4523- وبه قال: (حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ) بن عقبة السُّوائيُّ العامريُّ(1) الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن سعيد بن مسروقٍ الثَّوريُّ (عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله (عَنْ عَائِشَةَ) ╦ (تَرْفَعُهُ) إلى النَّبيِّ صلعم أنَّه (قَالَ: أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ) بفتح الهمزة واللَّام، وتشديد الدَّال المهملة (الخَصِمُ) بفتح الخاء المعجمة وكسر الصَّاد المهملة، قال الجوهريُّ: رجلٌ ألدُّ: بيِّن اللَّدَد؛ وهو الشَّديد الخصومة، والخَصِم؛ بكسر الصَّاد: الشَّديد الخصومة، وقال ابن الأثير: اللَّدَد: الخصومة الشَّديدة، وقال التُّوربشتيُّ: الأوَّل يُنبِئ عن الشِّدَّة، والثَّاني عن الكثرة، وقال شارح «المشكاة»: المعنى: أنَّه شديدٌ في نفسه بليغٌ في خصومته، فلا يلزم منه التَّكرار، قال الزَّمخشريُّ في قوله تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}[البقرة:204] أي: شديد الجدال والعداوة للمسلمين، و{الْخِصَامِ}: المخاصمة، وإضافة «الألدِّ» بمعنى: «في»، أو يُجعَل(2) الخصامُ ألدَّ على المبالغة، أو {الْخِصَامِ}: جمع خصمٍ، كـ «صَعْبٍ وصِعَابٍ» بمعنى: وهو أشدُّ الخصوم خصومةً.
          (وَقَالَ عَبْدُ اللهِ) هو ابن الوليد العدنيُّ: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) هو الثَّوريُّ، كما جزم به المزِّيُّ فيهما، قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (ابْنُ جُرَيْجٍ) عبد الملك، ولأبي ذرٍّ: ”عن ابن جريجٍ“ (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبد الله(3) (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ) تعالى (عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) وهذا وصله سفيان الثَّوريُّ في «جامعه»، وذكره المؤلِّف لتصريحه برفعه إلى‼ رسول الله صلعم .


[1] في (د): «العامليُّ» وهو تحريفٌ.
[2] في (ص): «جعل».
[3] في (ص): «الملك»، وهو تحريفٌ.