إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث أنس: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله

          4480- وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ) بضمِّ الميم وكسر النُّون وسكون التَّحتيَّة آخره راءٌ، أبو عبد الرَّحمن المروزيُّ الزَّاهد أنَّه (سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَكْرٍ) بفتح الموحَّدة / وسكون الكاف، ابن حبيب السَّهميَّ قال: (حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ) الطَّويل (عَنْ أَنَسٍ) ╩ أنَّه (قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ) بتخفيف اللام (بِقُدُومِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”بمَقْدَم“ مصدرٌ ميميٌّ بمعنى القُدوم، وله عن الحَمُّويي والمُستملي: ”مَقْدَم رسول الله“ بحذف الجارِّ، زاد في «بابِ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ}[البقرة:30]» من «كتاب بدء الخلق» [خ¦3329]: «المدينة» (وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ) بالخاء المعجمة السَّاكنة والفاء، أي: يجتني من ثمارها (فَأَتَى النَّبِيَّ صلعم فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ) أي: عن ثلاث مسائل (لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟) بفتح الهمزة وسكون الشِّين المعجمة، أي: علاماتها (وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الوَلَدَ إِلَى أَبِيهِ) بالزَّاي المكسورة‼ وآخره عينٌ مهملةٌ، أي: يُشْبه أباه ويذهب إليه (أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ) ╕ : (أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا) بمدِّ الهمزة وكسر النُّون (قَالَ) ابن سلَام: (جِبْرِيلُ؟! قَالَ) ╕ : (نَعَمْ، قَالَ) ابن سلَام: (ذَاكَ) كذا في «اليونينيَّة» وفي الفرع: ”ذلك“ باللام (عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلَائِكَةِ) وفي حديث ابن عبَّاسٍ عند أحمد أنَّهم قالوا: إنَّه(1) ليس من نبيٍّ إلَّا له ملَكٌ يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: «جبريل»، قالوا: جبريل؟!(2) ذاك ينزل بالحرب والقتال عدوُّنا، لو قلتَ: ميكائيل الذي ينزل بالرَّحمة والنَّبات والقطر لكان (فَقَرَأَ) ╕ (هَذِهِ الآيَةَ) ردًّا على قولهم، أو قرأها الرَّاوي استشهادًا بها: ({مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ}) أي: جبريل ({نَزَّلَهُ}) أي: القرآن ({عَلَى قَلْبِكَ}[البقرة:97]) لأنَّه القابل للوحي ومحلُّ الفهم والحفظ، وكان حقَّه أن يقول: على قلبي، لكنَّه جاء على حكاية كلام الله تعالى، كأنَّه قال: قل ما تكلمت به، وزاد في رواية أبي ذرٍّ: ”{بِإِذْنِ اللّهِ}“ أي: بأمره تعالى (أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؛ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الجَنَّةِ) ولأبي الوقت: ”أوَّل طعامٍ يأكله أهل الجنَّة“ (فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”الحوت“ وهي القطعة المنفردة المتعلِّقة بالكبد، وهي أطيبها وأهنأ الأطعمة (وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المَرْأَةِ؛ نَزَعَ الوَلَدَ) بالنَّصب على المفعوليَّة، أي: جذبه إليه (وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ المَرْأَةِ) أي: ماء الرَّجل (نَزَعَتْ) أي: جذبته إليها (قَالَ) ابن سلَام: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ اليَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ) بضمِّ الموحَّدة والهاء في «اليونينيَّة» وفرعها، وفي نسخةٍ: بسكون الهاء، قال الكِرمانيُّ: جمع بَهُوت؛ وهو الكثير البهتان، وقيل: «بُهُتٌ» أي: كذَّابون ممارون(3) لا يرجعون إلى الحقِّ (وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ؛ يَبْهَتُونِي، فَجَاءَتِ اليَهُودُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللهِ)(4) بن سلامٍ (فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا) «أفعل» تفضيل (وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، قَالَ) ╕ : (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ؟) سقط «بن سَلَامٍ» لأبي ذرٍّ (فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ(5) مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَانْتَقَصُوهُ) ولأبي ذرٍّ: ”فانتقصوه“ بالفاء بدل الواو (قَالَ) ابن سَلَام: (فَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ).
          وهذا الحديث ذكره المؤلِّف قبيل «المغازي» [خ¦3938] وفي «أحاديث الأنبياء» [خ¦3329].


[1] «إنَّه»: ليس في (د).
[2] «قالوا: جبريل»: ليس في (م).
[3] في (د) و(م): «همَّازون».
[4] زيد في (ب) و(س): «أي».
[5] في (د): «وأشهد أنَّ».