-
المقدمه
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
[كتاب مواقيت الصلاة]
-
[كتاب الأذان]
-
كتاب الجمعة
-
[أبواب صلاة الخوف]
-
[كتاب العيدين]
-
[كتاب الوتر]
-
[كتاب الاستسقاء]
-
[كتاب الكسوف]
-
[أبواب سجود القرآن]
-
[أبواب تقصير الصلاة]
-
[أبواب التهجد]
-
[كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
-
[أبواب العمل في الصلاة]
-
[أبواب السهو]
-
[كتاب الجنائز]
-
[كتاب الزكاة]
-
[أبواب صدقة الفطر]
-
كتاب الصوم
-
[كتاب صلاة التراويح]
-
[أبواب الاعتكاف]
-
كتاب الحج
-
باب وجوب الحج وفضله
-
باب قول الله تعالى: {يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر}
-
باب الحج على الرحل
-
باب فضل الحج المبرور
-
باب فرض مواقيت الحج والعمرة
-
باب قول الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
-
باب مهل أهل مكة للحج والعمرة
-
باب ميقات أهل المدينة ولا يهلوا قبل ذى الحليفة
-
باب: ذات عرق لأهل العراق
-
باب [نزول البطحاء والصلاة بذي الحليفة]
-
باب خروج النبي على طريق الشجرة
-
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك
-
باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب
-
باب الطيب عند الإحرام وما يلبس إذا أراد أن يحرم ويترجل ويدهن
-
باب من أهل ملبدًا
-
باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة
-
باب ما لا يلبس المحرم من الثياب
-
باب الركوب والارتداف في الحج
-
باب ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر
-
باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح
-
باب رفع الصوت بالإهلال
-
باب التلبية
-
باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب
-
باب من أهل حين استوت به راحلته
-
باب الإهلال مستقبل القبلة
-
باب التلبية إذا انحدر في الوادي
-
باب: كيف تهل الحائض والنفساء
-
باب من أهل في زمن النبي كإهلال النبي
-
باب قول الله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج}
-
باب التمتع والإقران والإفراد بالحج
-
باب من لبى بالحج وسماه
-
باب قول الله تعالى: {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}
-
باب الاغتسال عند دخول مكة
-
باب دخول مكة نهارًا أو ليلًا
-
باب: من أين يدخل مكة؟
-
باب: من أين يخرج من مكة؟
-
باب فضل مكة وبنيانها
-
باب فضل الحرم
-
باب توريث دور مكة وبيعها
-
باب نزول النبي مكة
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا}
-
باب كسوة الكعبة
-
باب هدم الكعبة
-
باب ما ذكر في الحجر الأسود
-
باب إغلاق البيت ويصلي في أي نواحي البيت شاء
-
باب الصلاة في الكعبة
-
باب من لم يدخل الكعبة
-
باب من كبر في نواحي الكعبة
-
باب كيف كان بدء الرمل
-
باب استلام الحجر الأسود حين يقدم مكة أول ما يطوف ويرمل ثلاثًا
-
باب الرمل في الحج والعمرة
-
باب استلام الركن بالمحجن
-
باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين
-
باب تقبيل الحجر
-
باب التكبير عند الركن
-
باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته
-
باب طواف النساء مع الرجال
-
باب الكلام في الطواف
-
باب: لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك
-
باب: إذا وقف في الطواف
-
باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة
-
باب من صلى ركعتي الطواف خارجًا من المسجد
-
باب الطواف بعد الصبح والعصر
-
باب المريض يطوف راكبًا
-
باب سقاية الحاج
-
باب ما جاء في زمزم
-
باب طواف القارن
-
باب الطواف على وضوء
-
باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله
-
باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة
-
باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت.
-
باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج
-
باب: أين يصلي الظهر يوم التروية؟
-
باب الصلاة بمنى.
-
باب صوم يوم عرفة
-
باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة
-
باب التهجير بالرواح يوم عرفة
-
باب الوقوف على الدابة بعرفة
-
باب الجمع بين الصلاتين بعرفة
-
باب قصر الخطبة بعرفة
-
باب الوقوف بعرفة
-
باب السير إذا دفع من عرفة
-
باب النزول بين عرفة وجمع
-
باب أمر النبي بالسكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسوط
-
باب الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة
-
باب من جمع بينهما ولم يتطوع
-
باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما
-
باب من قدم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعون
-
باب من يصلي الفجر بجمع
-
باب: متى يدفع من جمع؟
-
باب التلبية والتكبير غداة النحر حين يرمي الجمرة
-
باب: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي}
-
باب ركوب البدن
-
باب من ساق البدن معه
-
باب من اشترى الهدي من الطريق
-
باب من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم
-
باب فتل القلائد للبدن والبقر
-
باب إشعار البدن
-
باب من قلد القلائد بيده
-
باب تقليد الغنم
-
باب القلائد من العهن
-
باب تقليد النعل
-
باب الجلال للبدن
-
باب ذبح الرجل البقر عن نسائه من غير أمرهن
-
باب النحر في منحر النبي بمنى
-
باب نحر الإبل مقيدة
-
باب نحر البدن قائمة
-
باب لا يعطى الجزار من الهدي شيئًا
-
باب: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}
-
باب: ما يأكل من البدن وما يتصدق
-
باب الذبح قبل الحلق
-
باب من لبد رأسه عند الإحرام وحلق
-
باب الحلق والتقصير عند الإحلال
-
باب تقصير المتمتع بعد العمرة
-
باب الزيارة يوم النحر
-
باب: إذا رمى بعد ما أمسى أو حلق قبل أن يذبح ناسيًا أو جاهلًا
-
باب الفتيا على الدابة عند الجمرة
-
باب الخطبة أيام منى
-
باب: هل يبيت أصحاب السقاية أو غيرهم بمكة ليالي منى؟
-
باب رمي الجمار
-
باب رمي الجمار من بطن الوادي
-
باب رمي الجمار بسبع حصيات
-
باب: يكبر مع كل حصاة
-
باب من رمى جمرة العقبة ولم يقف
-
باب رفع اليدين عند جمرة الدنيا والوسطى
-
باب الطيب بعد رمي الجمار والحلق قبل الإفاضة
-
باب طواف الوداع
-
باب: إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت
-
باب من صلى العصر يوم النفر بالأبطح
-
باب المحصب
-
باب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة
-
باب من نزل بذى طوى إذا رجع من مكة
-
باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية
-
باب الإدلاج من المحصب
-
باب وجوب الحج وفضله
-
[أبواب العمرة]
-
[أبواب المحصر]
-
[كتاب جزاء الصيد]
-
[أبواب فضائل المدينة]
-
[كتاب الجهاد والسير]
-
[كتاب فرض الخمس]
-
[كتاب الجزية والموادعة]
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الذبائح
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب البيوع
-
[كتاب الشفعة]
-
[كتاب الإجارة]
-
[كتاب الحوالة]
-
[كتاب الكفالة]
-
كتاب الوكالة
-
[كتاب المزارعة]
-
[كتاب المساقاة]
-
[كتاب الاستقراض]
-
[كتاب الخصومات]
-
[كتاب في اللقطة]
-
[كتاب المظالم]
-
[كتاب الشركة]
-
[كتاب الرهن]
-
[كتاب العتق]
-
[كتاب المكاتب]
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب العارية
-
كتاب النكاح
-
كِتَاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كِتَاب العدة
-
كتاب النفقات
-
كتاب الشهادات
-
[كتاب الصلح]
-
[كتاب الشروط]
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الأحكام
-
كتاب الإكراه
-
[كتاب الحيل]
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الرجم
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب الأطعمة
-
[كتاب التعبير]
-
كتاب الفتن
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب]فضائل القرآن
-
[كتاب التمني]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░42▒ باب: فَضْلِ مَكَّةَ وَبُنْيَانِهَا.
وَقَوْلِهِ تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا}(1) إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة:125-128].
فيه: جَابِرٌ: (لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبيُّ صلعم وَالعَبَّاسُ(2) يَنْقُلانِ الْحِجَارَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلعم: اجْعَلْ إِزَارَكَ على رَقَبَتِكَ، فَخَرَّ إلى(3) الأرْضِ، فَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إلى السَّمَاءِ، فَقَالَ: إِزَارِي إِزَارِي فَشَدَّهُ عَلَيْهِ). [خ¦1582]
وفيه: عَائِشَةُ(4): أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ لَهَا: (أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ(5) قَوْمَكِ حِينَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا على قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَرُدُّهَا على قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ، فَقَالَ عبد اللهِ(6): لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم مَا أُرَى رَسُولَ اللهِ صلعم تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ على قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ). [خ¦1583]
وفيه(7) عَائِشَةُ: (سَأَلْتُ النَبيَّ صلعم عَنِ الْجِدْارِ مِنَ(8) الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ(9) يُدْخِلُوهُ في الْبَيْتِ؟ قَالَ: إِنَّ قَوْمَكِ قد(10) قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ، قُلْتُ(11): فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: فَعَلَ(12) ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاؤُوا، وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاؤُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ(13) بِالْجَاهِلِيَّةِ(14)، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ بالْبَيْتِ(15) وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالأرْضِ). [خ¦1584]
وقالت: (قالَ(16) صلعم:(17) لأمَرْتُ بِالْبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَأَلْزَقْتُهُ بِالأرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ(18) بَابَيْنِ بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ(19) بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ، فَذَلِكَ الَّذي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ على هَدْمِهِ، قَالَ يَزِيدُ: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَنَاهُ وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الإبِلِ.
قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟ قَالَ: أُرِيكَهُ الآنَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ الْحِجْرَ، فَأَشَارَ إلى مَكَانٍ، فَقَالَ: هَاهُنَا، قَالَ جَرِيرٌ(20): فَحَزَرْتُ(21) مِنَ الْحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا). [خ¦1586]
قال المؤلِّف: قد ذكر الله تعالى فضل مكَّة في غير موضعٍ من كتابه، ومن أعظم فضلها أنَّه تعالى فرض على عباده حجَّها، وألزمهم قصدها، ولم يقبل من أحد صلاة إلَّا باستقبالها، وهي قبلة أهل دينه أحياءً وأمواتًا.
وفي حديث عائشة معرفة بنيان قريش الكعبة(22)، وقد بناها إبراهيم ◙ قبل ذلك، وقيل: إنَّ آدم ◙ خطَّ البيت قبل إبراهيم، وقد نقل فيه النَّبيُّ ◙ الحجارة مع عمِّه العبَّاس وقريش في الجاهليَّة، وذكر أهل السِّير أنَّ قريشًا لمَّا بنت الكعبة وبلغت موضع الرُّكن اختصمت في الرُّكن، أيُّ القبائل يلي(23) رفعه، فقالوا: تعالوا نحكِّم أوَّل رجل يطلع علينا، فطلع النَّبيُّ صلعم فحكَّموه وسمَّوه الأمين، وكان ذلك الوقت ابن خمس وثلاثين سنة فيما ذكر ابن إسحاق، فأمر بالرُّكن فوُضع في ثوبٍ، ثمَّ أَمَر سَيِّدَ كُلِّ قبيلةٍ فأعطاه ناحيةً من الثَّوب، ثمَّ ارتقى هو فرفعوا إليه الرُّكن فوضعه ◙ بيده، فعجبت قريش من سداد رأيه.
وكان الَّذي أشار بتحكيم أوَّل رجل يطلع عليهم أبو أميَّة ابن(24) المغيرة، والد أمِّ سلمة زوج النَّبيِّ صلعم، وكان عامئذٍ أسَنَّ قريش كلِّها، وقد ذكر الرَّسول(25) ◙ أنَّه إنَّما امتنع من ردِّه على قواعد إبراهيم خشية إنكار قريش لذلك.
وفي(26) هذا من الفقه أنَّه يجب اجتناب / ما يُسْرِعُ النَّاس إلى إنكاره وإن كان صوابًا، وقد رُوي أنَّ هارون الرَّشيد ذكر لمالك بن أنس أنَّه يريد هدم ما بناه الحجَّاج من الكعبة، وأن(27) يردَّه إلى بنيان ابن الزُّبير، فقال له(28): ناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن لا(29) تجعل هذا البيت ملعبةً للملوك، لا يشاء أحدٌ منهم إلَّا نقض البيت وبناه، فتذهب هيبته من صدور النَّاس. وفي الحديث دليلٌ أنَّ الحِجر من البيت، وإذا كان ذلك فإدخاله واجبٌ في الطَّواف.
واختلف العلماء فيمن سلك(30) الحِجر في طوافه، فكان عطاء ومالك والشَّافعيُّ وأحمد وأبو ثورٍ يقولون: يبني على ما(31) طاف قبل أن يسلك فيه، ولا يعتدَّ بما طاف في الحجر، وقال أبو حنيفة: إن كان بمكَّة قضى ما بقي عليه، وإن رجع إلى بلده(32) فعليه دمٌ، واحتجَّ المُهَلَّب وأخوه لهذا القول فقالا: إنَّما عليه أن يطوف بما بُني من البيت لأنَّ الحكم للبنيان لا للبقعة، لقوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:29]أشار(33) إلى البناء(34)، والبقع(35) دون البناء لا(36) تُسمَّى بيتًا، والنَّبيُّ ◙ إنَّما طاف بالبيت ولم يكن على الحجر علامةٌ، وإنَّما علَّمها عمر ☺ إرادة(37) استكمال البيت.
ذكر ذلك عبيد(38) الله بن أبي يزيد وعمرو بن دينار في باب بنيان الكعبة في آخر مناقب الصَّحابة في(39) هذا الدِّيوان، قالا: ((لمْ يَكُنْ حَوْلَ البَيْتِ حَائِطٌ، إِنَّما كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ البَيْتِ، حَتَّى كَانَ عُمَرُ فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا جَدْرُهُ قَصِيرٌ فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ)) [خ¦3830] وكذلك كان الطَّواف قبل تحجير عمر حول البيت الَّذي قصَّرته قريش عن القواعد كما قال(40) تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}[الحج:26]، والطَّواف فرضه البيت المبنيِّ ولو كان ذراعًا منه، وقد حجَّ النَّاس من زمن النَّبيِّ ◙ إلى زمن عمر فلم يُؤمر أحد بالرُّجوع من بلده إلى استكمال البيت(41).
وقد قال مالك: من حلف لا(42) يدخل دار فلان، فهدمت فدخلها أنَّه لا يحنث، فهذا يدلُّ أنَّ الدَّار والبيت إنَّما يخصُّ(43) بالبنيان لا بالبقعة.
قال المُهَلَّب: ومعنى قول عبد(44) الله بن أبي يزيد وعمرو: (وَلَم يَكُن حَولَ البَيتِ حَائِطٌ) أي حائط يحجِّر(45) الحجر من سائر المسجد حتَّى حجَّره عمر بالبنيان، ولم يبنه على الجدار(46) الَّذي كان علامة أساس إبراهيم ◙، بل زاد ووسَّع قطعًا للشَّكِّ أنَّ الجَدْر على آخر قواعد إبراهيم، فلمَّا لم يكن عند عمر أنَّ ذلك الجدر هو آخر قواعد البيت الَّتي رفعها إبراهيم وإسماعيل ♂(47) على يقين، ونُقل كافَّة، مع معرفته أنَّ قريشًا كانت قد هدمت البيت وبنته على غير القواعد، خشي أن يكون الجدر من(48) بنيان قريش(49) القديم، فزاد في الفسحة استبراء للشَّكِّ، ووسَّع الحجر حتَّى صار الجدر في داخل التَّحجير، وقد بان هذا في حديث جرير وهو قوله: (فَحَزرتُ مِنَ الحِجرِ سِتةَ(50) أَذرُعٍ أو نَحوَها).
والحائط الَّذي بناه عمر حول الحِجر ليس بحائطٍ مرتفعٍ، وهو(51) من ناحية الحجر نحو ذراعين، ومن الجرف(52) خارجه نحو(53) أربعة أذرع(54) إلى صدر الواقف من خارجه، ولم يكن الجدر الَّذي ظهر من أساس إبراهيم ◙ مرتفعًا، إنَّما كان علامة كالنَّجم(55) والهدف لا بنيانًا.
قال ابن القصَّار: والحجَّة لقول مالك إخبار الرَّسول(56) ◙ أنَّ البيت قُصِّر به عن قواعد إبراهيم ولم يتمَّ(57) عليها، فمن طاف في الحجر حصل طائفًا ببعضه لأنَّ البيت ما خطَّه آدم وبناه إبراهيم ♂، وقد قال عمر وابنه عبد الله: لولا أنَّ الحجر من البيت ما طيف به.
قال(58) ابن عبَّاس: الحِجر من البيت، قال(59) تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، ورأيت رسول الله صلعم طاف من وراء الحجر، فدلَّ أنَّه إجماع، ومن لم يستوف الطَّواف بالبيت وجب ألَّا يجزئه، كما لو فتح بابًا في البيت فطاف وخرج منه، والباء عند سيبويه في قوله تعالى: {بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} للامتزاج والاختلاط لا(60) للتَّبعيض، وسيأتي ذكر استلام الأركان في موضعه إن شاء الله تعالى. [خ¦1606] [خ¦1608]
والجَدْر: واحد الجدور، وهي الحواجز الَّتي بين السَّواقي الَّتي تمسك الماء، وذكر عبد الرَّزَّاق عن ابن جُريج قال: سمعت الوليد بن عطاء يحدِّث عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن عائشة، أنَّ النَّبيَّ صلعم قال لها: ((وَهَل تَدرِينَ لِمَ كانَ قَومُكِ رَفَعُوا بَابَها؟ قَالَت: لَا، قَالَ: تعزُّزًا لئلَّا يدخلَها إلَّا مَنْ أَرادُوا، فكانَ الرَّجلُ إذا كَرِهوا أنْ يَدخلَها يَدَعوه يَرتَقِي حتَّى إذا كادَ أن يدخلَها(61) دفَعُوه فَسَقَطَ)).
[1] زاد في (م): ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)).
[2] في (م): ((وعباس)).
[3] في (م): ((على)).
[4] قوله: ((عائشة)) ليس في (م).
[5] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[6] في (م): ((قال ابن عمر))، وفي (ص): ((قال عبد الله)).
[7] في (م) والنسخة المصرية: ((وقالت)).
[8] في (م): ((الجدار أمن)).
[9] في (م): ((لا)).
[10] قوله: ((قد)) ليس في (م).
[11] قوله: ((قلت)) ليس في (م).
[12] في (م): ((يفعل)).
[13] في (م): ((عهد)).
[14] في النسخة المصرية: ((بجاهلية)).
[15] في (م): ((في البيت)).
[16] زاد في (م): ((لي النبي)).
[17] زاد في (م): ((يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية)).
[18] قوله: ((له)) ليس في (م).
[19] في (م): ((وبلغت)).
[20] قوله: ((قال جرير)) ليس في (م).
[21] صورتها في (ز) والنسخة المصرية: ((فخرجت))، والمثبت من (م).
[22] في (م): ((للكعبة)).
[23] في (م): ((تلي)).
[24] في (ز) والنسخ المصرية: ((أبو)) والمثبت من (م).
[25] في (م): ((النبي)).
[26] في النسخة المصرية: ((في)).
[27] في (م): ((وأنه)).
[28] زاد في (م): ((مالك)).
[29] قوله: ((لا)) ليس في (م).
[30] زاد في (م): ((في)).
[31] في (ز): ((يقضي ما)) والمثبت من (م).
[32] في (م): ((الكوفة)).
[33] في (م): ((فأشار)).
[34] زاد في (م): ((والبقعة)).
[35] في (م): ((والبقعة)).
[36] في (م): ((ولا)).
[37] في (م): ((أراد)).
[38] في (م): ((عبد)).
[39] في (م): ((من)).
[40] زاد في (م): ((الله)).
[41] قوله: ((البيت)) زيادة من (م).
[42] في (م): ((ألا)).
[43] في (م): ((يختص)).
[44] في المطبوع: ((عبيد)).
[45] في (ز): ((الحجر)) والمثبت من (م).
[46] في (م): ((الجدر)).
[47] في (م): ((صلى الله عليهما)).
[48] زاد في (م): ((بعض)).
[49] زاد في (م): ((مالك)).
[50] في (م): ((ست)).
[51] في (م): ((هو)).
[52] قوله: ((الجرف)) ليس واضحًا في (ز) ولعله ((الجوف)).
[53] زاد في (م): ((الجدر)).
[54] في (م): ((أربع أذرع ما)).
[55] في (م): ((للنجم)).
[56] في (م): ((النبي)).
[57] في (م): ((يتمم)).
[58] في (م): ((وقال)).
[59] زاد في (م): ((الله)).
[60] قوله: ((لا)) زيادة من (م).
[61] في (م): ((يدخل)).