شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التلبية إذا انحدر في الوادي

          ░30▒ باب: التَّلْبِيَةِ إِذَا انْحَدَرَ في الْوَادِي.
          فيه: ابْنُ عَبَّاسٍ: (ذُكِر(1) الدَّجَّالَ، أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلَكِنَّهُ(2) قَالَ: أَمَّا مُوسَى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذِ انْحَدَرَ في الْوَادِي يُلَبِّي). [خ¦1555]
          قال المُهَلَّب: أمَّا قوله في هذا الحديث: (أمَّا مُوسَى) فهو وهمٌ من الرُّواة(3) _والله أعلم_ لأنَّه لم يأت خبر ولا أثر عن موسى أنَّه(4) حيٌّ، وأنه سيحجُّ، وإنَّما أتى ذلك عن عيسى، ♂، فاختلط على الرَّاوي فجعل فعل عيسى لموسى، وذلك على رواية من روى ((إِذَا انحدَرَ)) لأنَّه إخبار عمَّا يكون، وأمَّا من روى ((إِذ انحَدَر(5))) يحكي عمَّا مضى، فيصحُّ عن موسى أن يراه النَّبيُّ ◙ في منامه(6)، أو يوحى إليه بذلك والله أعلم.
          وفيه من الفقه أنَّ التَّلبية في بطن المسيل من سنن المرسلين.


[1] في (م): ((ذكروا)).
[2] في (م): ((ولكن)).
[3] في (ز): ((الرواية)) والمثبت من (م).
[4] في (م): ((بأنه)).
[5] قوله: لأنه إخبار عما يكون، وأما من روى ((إذ انحدر)) زيادة من (م).
[6] في (م): ((منام)).