شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الإدلاج من المحصب

          ░151▒ باب: الادِّلاجِ مِنَ الْمُحَصَّبِ
          فيه: عَائِشَةُ قَالَتْ: (حَاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ، فَقَالَتْ: مَا أُرَانِي إِلا حَابِسَتَكُمْ... الحديث، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ أحَلَلْتُ؟ قَالَ: فَاعْتَمِرِي مِنَ التَّنْعِيمِ، فَخَرَجَ مَعَهَا أَخُوهَا، فَلَقِينَاهُ مُدَّلِجًا، فَقَالَ: مَوْعِدُكِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا). [خ¦1772]
          وهذا ليس من مناسك الحجِّ، ذكر عبد الرَّزَّاق قال: أخبرنا عمر بن ذرٍّ، أنَّه سمع مجاهدًا يقول: ((أناخ النَّبيُّ صلعم ليلة النَّفر بالبطحاء ينتظر عائشة، وكره أن يقتدي النَّاس بإناخته، فبعث حتَّى أناخ على ظهر العقبة أو من ورائها ينتظرها)).
          قال الطَّبريُّ: الادِّلاج _بتشديد الدَّال_ الرَّحيل من المنزل بسحر. قال الأعشى:
وادِّلاجٌ بَعـدَ المنـامِ وتَهجيـرُ
          والإِدْلاج _بتخفيف الدَّال_ الرَّحيل من المنزل في أوَّل اللَّيل والسَّير فيه. قال الأعشى:
وإِدْلاجُ ليلٍ على غِرَّةٍ                     وَهاجِرةٌ حرُّها محتَدِمْ