شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فتل القلائد للبدن والبقر

          ░107▒ بَاب: فَتْلِ الْقَلائِدِ لِلْبُدْنِ وَالْبَقَرِ.
          فيه: حَفْصَةُ، قَالَتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلا أَحِلُّ حَتَّى أَحِلَّ مِنَ الْحَجِّ). [خ¦1697]
          وفيه: عَائِشَةُ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم يُهْدِي مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَفْتِلُ قَلائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ). [خ¦1698]
          فيه من الفقه: أيُّما عمل لله من الأعمال فإنَّه يجب إتقانها وتحسينها؛ ألا ترى عائشة لم تقنع في القلائد إلَّا بفتلها وإحكامها.
          وأجمع العلماء على تقليد الهدي، والتَّقليد إنَّما هو علامةٌ للهدي، كأنَّه إشهاد أنَّه أخرجه من ملكه لله تعالى وليعلم النَّاس الذين يبتغون أكله فيشهدون نَحْره، وفيه عمل أزواج النَّبيِّ صلعم بأيديهنَّ، وخدمتهنَّ في بيوتهنَّ، وقد كان النَّبيُّ صلعم يخدم في بيته.