شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الوقوف على الدابة بعرفة

          ░88▒ باب: الْوُقُوفِ على الدَّابَّةِ بِعَرَفَةَ
          فيه: أُمُّ الْفَضْلِ: (أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ في صَوْمِ الرَّسُولِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ على بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ). [خ¦1661]
          الوقوف على الدَّابَّة بعرفة أفضل من الوقوف راجلا؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم لا يفعل إلَّا الأفضل، مع أنَّ في ذلك قوَّةً على الدُّعاء والتَّضرُّع وتعظيمًا لشعائر الله، وهو الذي اختار مالكٌ والشَّافعيُّ وجماعة، وقد تقدَّم، وفيه أنَّ الوقوف على ظهر الدَّوابِّ مباح إذا كان بالمعروف ولم يجحف بالدَّابَّة، وأنَّ النَّهي الذي ورد ألَّا تتَّخذ ظهورها مجالس، فإنَّ معناه في الأغلب والأكثر بدليل هذا الحديث.